2008-05-30

روافد مع الروائي رشيد الضعيف

إعداد وتقديم

رشيد الضعيف: حين تمطر السماء أول مرةٍ بعد انتهاء الصيف تطمئن نفسي لانتظام الفصول، إنه أنا كثير كثير بحب الطبيعة بس منّي رومنسي، الطبيعة شيء والرومنسي شي، علاقتي بالطبيعة مختلفة تماماً علاقتي بالطبيعة علاقة تأمل أكثر منها علاقة رومانسية، ببيروت وبأي مدينة بكون بيتي هون سند إلي سند نفسي، بس لما بكون أنا هون المدينة حاضرة يعني المدينة اللي هي اللي خلقت بيتي، ما بتعرفي إنتي ابن مين ثقافياً ونفسياً وذهنياً ومعرفياً ما بتعرفي إنت ابن مين، إنو خلطه بيفوت فيها مليون عنصر بحس إنو أكيد بيّ (أبي) هو بيّ البيولوجي لا شك يعني كنت حبّه وكان يحبني، يعني كان عايش منشاننا، يعني كان بيّ مثالي، وبيّ كان يشتغل كل شيء بيّ كان مزارع وحلاق وفلاح وكل شي ونجار في فترة اشتغل بحياته نجار، بس هل أنت بالأخير ابن بيّك؟ هل أنت فعلاً هل أنت فعلاً ابن مسقط رأسك؟ أنا بعتقد أن مسقط الرأس هو أمر ثقافي أكثر منّه فسيولوجي.

أحمد الزين:: وأخذنا رشيد إلى منبت أهل الظل إلى مطارحه وساحته الأولى، إلى بيتٍ بناه على صخرٍ على كتف وادي قديشة من على شرفته يطل على الغمام على النهايات على ذاكرةٍ وفصولٍ وأهلٍ وماءٍ وعلى أرواح جبرانية تعبق أنفاسها في السحيق وعلى مدى وأفق يحرض الخيال، ألّف بيتاً يتسع للعزلة للكتابة للتأمل ولترويض الجسد على احتمال الصقيع والوعر واستحضار المدينة على مأدبة النص ومنادمة بعض الأصدقاء والصمت، منه ينطلق ويعود إلى مطحنةٍ في بلدته كان يحمل إليها القمح ليعود به طحيناً إلى أمه في تقنيات البؤس الأولى قبل أن يتدرب على تقينات الكتابة في القص، هنا في هذه البلدة زغرتة اجتمعت العائلة على رغيف ساخن في العشيات، وهنا في هذه الساحة اجتمع الشمل وتفرق وخلف جدران هذه المدرسة بدأت الحكاية.

أحمد الزين:: بتقديرك أنت إلى أي مدى يعني بتشكل طفولتك وهذه الأمكنة اللي ترعرت فيها هيك مصدر أو مرجع في الكتابة؟

رشيد الضعيف: ما بعرف إنو هي نوع من كيمياء تتحول الأشياء يعني ما حدا بيعرف كيف العشاق تتحوّل شو اللي بيسمح.. أكيد أنا ابن هذه البيئة، إنو أرى كردّ فعل عليها أرى وهي موجودة في دماغي هي موجودة في ذاكرتي موجودة لا شك في رواية أهل الظل أتكلم عن هذه الطبيعة، أحد مواضيع الكتاب إلى حدّ ما هو هذه الطبيعة، ولكن هي في الأخير طبيعة ليست وجود جغرافي، الطبيعة نظر إليها، الطبيعة هي علاقة فيها، الطبيعة هي فكرة أكثر منها وجود حسّي موضوعي، يعني مثلاً الطبيعة الموجودة بالكتب المدرسية اللبنانية هي طبيعة نموذجية، الرومنسي بشوف الطبيعة بعين أخرى، العسكري بشوف الطبيعة بعين مختلفة، الجغرافي بشوف الطبيعة بعين مختلفة ما في وجود.. حتى الطبيعة هي ذاتها اللي نحن بنقوف عليها أو بنطلع عليها هيدي إلى حدٍّ ما وجهة نظر.

أحمد الزين:: مسقط رأس أو مطرح الولادة عنده متعددٌ بالمعنى الثقافي، والحنين ملتبسٌ إلى الأمكنة، فإذا كانت هذه الأزقة والبيوت في بلدته الحائرة ما بين المرتفعات نحو الجبال الشاهقة وبين الساحل هي مسقط رأسه فبيروت كانت مطرحاً للولادة بالمعنى المعرفي وبيوتاً أخرى، لذلك تراها حاضرةً في معظم رواياته في كل أحوالها ويومياتها وبخاصةً في حروبها حين اختزل الإنسان وأصبح أسير حاجياته الأولى في فضاءً يتسع أو يضيق على إيقاع الغرائز وإيقاع الموت، هي في كل حالٍ كانت ملتقى لمن بهم مسٌ للاختلاف والبوح ورشيد واحدٌ من هؤلاء ذهب إلى السرد وإلى معاينة الصريح من العلاقات والأهواء والأشياء.

أحمد الزين:: خلينا نفوت هيك مباشرةً بنصك بكتابتك يعني بشكل عام الحرب هي حاضرة بمعظم شغلك يعني بأعمالك، وأنت كنت أحد ضحايا هذه الحرب ونجوت الحمد لله يعني ولكن ندوبها دائماً موجودة جسدياً وروحياً، بتقديرك طغيان الحرب ونتائجها وتفاصيلها على نصك هو نتيجة هذه التجربة الشخصية اللي عانيت منها أنت شخصياً؟

رشيد الضعيف: أنا بعتقد ربيت بالحرب خلقنا بالحرب، يعني أنا بعمري هلأ حاضر ثلاث حروب، أول شيء الحرب الكبيرة حرب الـ 1958 وحرب الـ 1975 وهلأ الحروب اللي عم نعيشها، عدة حروب يعني وأضف إلى ذلك أنه بطفولتي كلها أنا ربيت..

أحمد الزين:: بمناطق ثأرية..

رشيد الضعيف: ربيت بمنطقة بحروب العائلات كانت دائمة، العائلات جاية بالفريزر من الجاهلية شيعة البقاع وسنة عكار هدول فعلاً جايين من الجاهلية على شمال لبنان لم يمروا لا بالمسيحية ولا بالإسلام يعني حروب العائلات عشرات القتلى وأنا عايش فيهم يعني وشايف جثث ومقتول ناس قدامي وحتى مرة أصيبت بحرب العائلات فبالتالي الحرب تكون صادق معك حرب لبنان ما هي إلا تكبير حروب العائلات بصغرتها يعني القتل على الهوية يعني الخطف يعني التنظيف العرقي هذا كله عرفناه بضيعة صغيرة ببلدة يعني 25، 30 ألف نسمة عشنا طفولتنا فيها

أحمد الزين:: صحيح

رشيد الضعيف: وحرب 75 في لبنان ما كانت إلا تعميم لهذه التجربة اللي كنت أنا عايشها بحياتي

أحمد الزين:: صحيح

رشيد الضعيف: أنا بعتقد الحرب 75 ما عملت إلا عرت بالنسبة إلي عرت الإنسان، إنسان مقاتل جوه الإنسان مفطور على الكره مفطور على العداء بدون عداء الإنسان ما في يعيش للأسف يعني ميشان هيك في أحد كتبي الشعرية بقول عادوا لتطبيب مآكلكم بدون عداء الإنسان ما بعيش مفطورين على بدنا عدو.

أحمد الزين:: ما جرب السلم الإنسان بتقديرك بعد حتى يشوف ربما يكون قدر يعيش فيه أفضل وأجمل؟

رشيد الضعيف: أنا برأي الإنسان بحاجة إلى الحرب حتى الآن الإنسان كإنسان بتركيبته بنفسيته بنشئته

أحمد الزين:: في هذا الحيوان..

رشيد الضعيف: .. بحاجة إلى حرب لذلك أكثر نسبة بعملوا الحروب هن المتقدمين في السن هن المتقدمين في السن هن بالأخير بعملوا

أحمد الزين:: بعملوها بنظروها. لأن بجيه أمر الحرب بجيه من شخص فوق الستين مثل بوش.. مثلاً مثلاً..

رشيد الضعيف: ما بجيه من ضابط صغير، ضابط صغير بنفذ بس قرار الحرب بجيه يأتي من ناس متقدمين

أحمد الزين:: عندهم خبرة يعني.

رشيد الضعيف: عندهم خبرة إلى أخره وفقدوا لذتهم أنت لما تفقد المتعة بالحياة متعة الأكل متعة الجنس، متعة النظر، متعة إلى أخره عندما تفقد المتعة لا يبقى لك إلا الحرب حتى تشعر بوجودك ميشان هيك الحرب لا مفر منه للأسف أنه إذا بدنا نعمل السلم في هذا العالم يجب أن ننتبه إلى هذا الأمر لا الأديان قدرت أن انتصرت على الحرب لا الفلسفات الكبرى مثل الماركسي قدرت أن انتصرت على ما حدا لا فكر ولا دين ولا فلسفة حتى اليوم جعلوا الإنسان يخلوا الإنسان ينتصر على الحرب رغم كل شي.

أحمد الزين:: يعني أيضاً الواحد بنفس السياق بشعر كمان نصك هيك في محمل أو بالخوف أحياناً بالقلق أيضاً هذا نتيجة ما ذكرت من حروب مستديمة خلقت فيها ولم تزل؟

رشيد الضعيف: هذا الخوف مش جبن أنا أدعوا ما بس أتكلم عن الخوف بل أدعوا إلى الخوف لأنه بالنسبة إلي الخوف هو الذكاء الخوف واحترام الإنسان لفرده لشخصه لنفسه أنا ضد الشجاعة أنا ضد البطولة ضد الاستشهاد إلا فعلاً في الحالات القصوى حيث لا مفر والأفق انغلق وخصوصاً في هذه الظروف خصوصاً اليوم الدعوى وقفت في كل يوم الدعوى إلى الخوف هي دعوة إلى أن يكون للإنسان أكثر من عينين لازم الإنسان ينتبه لازم الإنسان يشوف أنه يجب أن ينتبه الإنسان الفرد أن حياته ثمينة وأن الحياة جديرة بأن تعاش وأن وأنك تعيش هذ الشجاعة أنك تعيش فقط أن تقدم على الحياة هذه شجاعة يجب أن يكون لدينا شجاعة الأقدام على الحياة لذلك أدعوا إلى الخوف. أخاف من دون خجل أخاف من كل الجهات، لا تنسى أن تتنفس.

أحمد الزين:: طيب رشيد بنلاحظ بشغلك أنه بيروت هي حاضرة دائماً هي مسرح اللعبة مسرح الأحداث مسرح التفاصيل الصغيرة ليش بيروت تحديداً إلى حد بتسمي الأشياء بأسمائها غالباً يعني.

رشيد الضعيف: طبعاً بيروت هي بيروت هي مدينتي بيروت هي حياتي بيروت هي المكان اللي عشت تعلمت فيه واللي عملت في واللي حبت كرهت فيه بيروت هي المدينة اللي بحبها خصوصاً بيروت في هذا المحيط بيروت هي بيروت هي المكان الذي يمكن أن تكتب فيه أن تنشر فيه بيروت هي المكان الذي يمكن أن تحب فيه بيروت هي المدينة اللي فيها مكتبة بتروح بتفوت بتشوف بنت جميلة لابسة قصير وإلى جانبها صديقتها أو أختها محجبة بدخل اثنين بفتوا بشتريوا كتاب شعر هيدي بيروت الجميلة بيروت التنوع بيروت الانفتاح لذلك أنا بحب هل المدينة أنه ما بحب حب حب سياسي أو حب رومانسي أو حب أيديولوجي بس أنا أجد نفسي في هذه المدينة.

أحمد الزين:: نعم دائماًَ بتحاول بترأ نفسك من الرومانسية والحنين وتقول دائماً حالك أنك أنت واضح يعني الرومانسية والحنين هن أشياء غامضة بتقديرك يعني؟

رشيد الضعيف: الحقيقة أنا أنا بحلم أكتب براوية حب رومانسي بس مش..

أحمد الزين:: مش عم بطلع بأيدك

رشيد الضعيف: مش قادر

أحمد الزين:: وأنت ما عشت حالات حب؟

رشيد الضعيف: ما بعرف يمكن

أحمد الزين:: والله بعد معك وقت يعني.

رشيد الضعيف: طبعاً طبعاً الحياة طويلة أد ما كانت الحياة قصيرة في وقت للحب

أحمد الزين:: بتقول بأحد روياتك يمكن عزيزي كوباتا الندرة جزء من يوميات حياتنا هل بتعتبر اليوميات أنه أو الروية هي نوع من التدوين لليوميات ولهذه التفاصيل بنعيشها.

رشيد الضعيف: لأ ما بالضرورة بس أنا بكتب عن اليوميات في أصحاب بتفاجؤا في قراء أحياناً بتفاجؤا بقولوا لي عم تكتب عن أشياء نحنا بنعيشها نحنا بنعرفها نحنا وكأن فينا نكتب عنها تماماً يعني هذا بدي أكتب عنه حياتك أنت

أحمد الزين:: بتكتب

رشيد الضعيف: حياتي أنا وحياة عصام وحياة محمد وحسن وحياة مارون وحياة شربيل هؤلاء حياتهم فرداً فرداً جديرة بأن تكتب ما في حياة عظيمة أعظم من حياتهم لذلك أنا أكتب

أحمد الزين:: عن هذه اليوميات

رشيد الضعيف: أي لاشي أنه ما في حياة أفضل من حياة

أحمد الزين:: طيب من جانب آخر رشيد حضور الأنا طاغي عندك بمعظم شغلك لكأنك تنثر بعض سيرة رشيد الضعيف في هذا الكتاب أو ذاك يعني.

رشيد الضعيف: بعتقد في سوء فهم أنا ما عم بكتب عن حياة الشخصي بكتب أحياناً لا شك أنه في أشياء من حياتي شخصية بتورب شي طبيعي يعني..

أحمد الزين:: حياتك الشخصية وحياة بعض الأصدقاء هلأ بنحكي عنهم

رشيد الضعيف: طبعاً أي طبعاً ولكن الأنا المستعملة هي الأداة الأنا المستعملة هي أسلوب أنا استعمل الأنا هذا يساعدني حتى أضع نفسي في جلد الذي أكتب عنه أتصور نفسي مكان الذي أكتب عنه هلأ حتى إذا أنا مش موجود بشكل مباشر أنا موجود بشكل غير مباشر يعني أنا أكتب عن ناس لا أحبهم أنا أكتب عن ناس أكرههم أنا إذا عم بكتب عن شخص أكرهه فأنا موجود

أحمد الزين:: نفس السياق رشيد كأني ما قدرت أفصل بين سلوكك بالحياة وسلوكك بالكتابة اللغة طريقة الكلام صياغة الجملة

رشيد الضعيف: بتذكرك بكتابتي.

أحمد الزين:: بتذكرني بالتهكم يعني سلوكك

رشيد الضعيف: أي ممكن بس أنا بحياتي الشخصية أجرأ من شخصياتي اللي بكتب عنهم سيرتي السياسية مثلاً بشوف أنا وين بيتي وين أي طائفة ما بعرف شو :::: وين كنت وين رحت ورح تشوف أنه أخذت قرارات كتير

أحمد الزين:: جريئة كيف جيت على هذا الفكرة على الفكر المركزي كيف تم اختيارك ومين عيطلك مين اللي دعاك شو الدوافع.

رشيد الضعيف: فلسطين.. فلسطين أنا وعيت أنا وعيت على القضية الفلسطينية هذا واقع يعني مش لا عم بقول شي منيح ولا عم شي قبيح يعني عم بقول هذا الواقع

أحمد الزين:: متل كل الجيل اللي.

رشيد الضعيف: متل كل جيلي فلسطين يعني ما الذي سيحرر فلسطين هذا كان كيف سنحرر فلسطين هذا كان جيلنا بالإضافة إلى أنه المركسية كانت المركسية كانت هوا العصر متل ما اليوم بتحكي عن الديمقراطية بتحكي عن حقوق الإنسان حقوق المرأة.

أحمد الزين:: أو عن الأصوليات في..

رشيد الضعيف: لأ أنه الحكي أنه اليوم هيدي الحلول هي ديمقراطية الحلول هي الشفافية هي مؤسسات هي إلى أخره

أحمد الزين:: موضة كانت موضة في

رشيد الضعيف: يعني اللغة تستعملك لغة تتكلم بلسانك تعبر عن نفسها بلسانك تعبر عن نفسها بلسانك عن نفسها بلسانك هاي اللغة هيك هذه لغة العصر بالأول كل المركسية لغة العصر الاشتراكية الطبقة العاملة رأس الحربة في النضال ضد الأمبرالية

أحمد الزين:: الصراع الطبقي إلى ما نعم.. العودة للرواية في أحد أعمالك تقنيات البؤس مثلاً هناك أصدقاء حقيقيين يعني أبطال للرواية تسمي أسمائهم يمكن موسى، عصام، موسى وهبة وعصام العبد الله

رشيد الضعيف: صحيح

أحمد الزين:: اللي بحب يعرفهم والمكان كتير واضح وشارع الحمرا

رشيد الضعيف: وناهد حشيشي

أحمد الزين:: وناهد حشيشي والقهوة هي يعني هذه الواقعية الصريحة هي اللي بتقصد منها بهدف يعني بهدف تأكيد مصداقية القص والسرد..

رشيد الضعيف: شوف بالنسبة للقارئ بالنسبة القارئ الذي لا يعرف هؤلاء الأشخاص.

أحمد الزين:: بتفكرهم شخصياً.

رشيد الضعيف: لا يعني الأمر شخصياً يعني بالتالي هذا أنه ما بعتقد تسمية أشخاص أصحاب أصدقاء يعني قريبون ناس لا يعني باعتقد أدبياً لا يعني شيئاً.

أحمد الزين:: أدبياً أدبياً بالنسبة اللي ما بيعرفهم..

رشيد الضعيف: أنا أحبهم وأستأنس باسمائهم وبشكلوا مراجع بعيدة مراجع إشارات إشارات أكثر منها أكثر منها يعني شخصيات..

هل تخسر الكتابة سحرها الإبداعي مع تراكم الأزمان؟

أحمد الزين:: طيب رشيد الكتابة على الكتابة التي تتزامن مع وقوع أحداث كبيرة أو صغيرة هاي الأحداث اللي بتمر بحياتنا تقديرك إلا تخسر شيئاً من سحرها الإبداعي وقت نعم.

رشيد الضعيف: حسب قدرتك على القبض على عصب على هذه اللحظة القبض على ما هو..

أحمد الزين:: جوهري فيها.

رشيد الضعيف: جوهري فيها هذا هو الرهان أما تربح الرهان وإما تخسر الرهان أنا أحب وأتمتع بالكتابة عن اللحظات الحاضرة.

أحمد الزين:: ما بتخسر سحرها بتلاقي بتحس يعني قارئ على الأقل بحس أن هذا الواقع..

رشيد الضعيف: إطلاقاً إطلاقاً دائماً أنا أنصت إلى ما يقول القارئ عندما أنشر رواية جديدة حتى إذا انتقد روايتي حتى إذا قال روايتك لا تساوي شيئاً..

أحمد الزين:: يعني أنت بذهنك دائماً عم تكتب القارئ يعني..

رشيد الضعيف: بذهني أنه القارئ يذهب إلى العمق عبر شعوره بالمتعة وهو يقرأ يذهب إلى العمق من فنية الرواية من فنية العمل مش أسئلة مفروضة لذلك أنا لا أريد أن أقول شيئاً من روايتي لذلك أكرر دائماً أنه أريد أن أكتب حلمي أن أكتب رواية بلا معنى يعني إلا تدخل في سياق فلسفي أو سياسي الرواية لا تريد أن تبرهن شيئاً ورواية لا تريد أن تعلم شيئاً

أحمد الزين:: بتحكي حكاية

رشيد الضعيف: أخي أنا وفي ذلك أنا استلهم أنا استلهم في ذلك رواة العرب القدماء

أحمد الزين:: نعم

رشيد الضعيف: الأصفهاني، المسعودي كل الذين كتبوا حتى الطبري كل الذين كتبوا ابن الأثير ابن قتيبة كل هؤلاء الجاحظ كل هؤلاء كيف كانوا يكتبون أنا تقديري مثلاً المسعودي أو الأصفهاني لم يكن همه مال حقيقي كان الهم عنده ما الإمتاع هناك كتاب الشهير

أحمد الزين:: الإمتاع والمآنسة

رشيد الضعيف: الإمتاع والمآنسة.

أحمد الزين:: الليل والشمس والضاد وبدويٌ يأدُ أنثى أعلى قمة في العالم نهد امرأة مستلقية والشتاء يدفع الشتاء البحر يرضع ظلال العصافير طيب رشيد أنت بدأت حياتك تقريباً شاعراً حياتك الإبداعية ثم عدلت

رشيد الضعيف: حياتي السابقة

أحمد الزين:: ثم عدلت قليلاً كتبت رواية ورجعت كتابة رواية نصوص أخرى في الشعر يعني حسيت أنه القصيدة لا تتسع للأشياء اللي بدك تقولها لهل الحكايات يعني

رشيد الضعيف: أنا لم أكن شاعراً لم أكن شاعر ولا مرة يعني

أحمد الزين:: قدمت نفسك كشاعر

رشيد الضعيف: يعني أحسست أني شاعر ولا مرة أحسست أني شاعر كتبت ثلاثة كتب شعرية أنا اسميها كتب ذات طابع شعري

أحمد الزين:: نعم

رشيد الضعيف: بس لم أكتب قصيدة

أحمد الزين:: يعني لم تجد نفسك بالقصيدة

رشيد الضعيف: لأ لم أجد نفسي في فيما يسمى الشعر

أحمد الزين:: شو بقي من الشاعر أو من المحولات تسميها قريبة من الشعر بنصك الرواية أنا لم أعثر على الشاعر بروايتك يعني

رشيد الضعيف: أنا الحقيقة أنا ضد الأدب

أحمد الزين:: ليه؟

رشيد الضعيف: مش بس أنا لست شاعراً لأنه أنا لا اسمي نفسي أديباً

أحمد الزين:: بس عم تقول ضد الأدب

رشيد الضعيف: أنا خارج الأدب ولا أحب الأدب كثيراً حقيقة ما بعرف إذا المجال يتسع

أحمد الزين:: لا لا بدناش ...

رشيد الضعيف: سريعاً يعني الأدب الجميل الأدب الحلو الأدب الذي يربي الأدب الذي يربي الأجيال الأدب الذي هو نشيد في الحب في الأمومة في الوطنية إلى أخره كل هذا أنا لست منه أنا ممتهن كتابة الرواية بالنسبة إلي كتابة الرواية مهنة أنا عامل أعمل في كتابة الرواية واستعمل عبارة فيها أقل ما يمكن من الأدب وفيها أقل ما يمكن من الشعر بالمعنى العام المتبع آه أحاول أن أجرب عبارتي من كل ما هو والجميل أريد أن أكتب كتابة صحيحة أريد أن أكتب كتابة مناسبة لا أريد أن أكتب كتابة جميلة.

أحمد الزين:: حين نتعرف على مصادر الكتاب وعلى بيوتهم الأولى ويأخذوننا في الدروب التي تسكعوا فيها صبية، وإلى الأمكنة التي تفتحوا عليها في الأسئلة تتضح جغرافية نصوصهم ومقادير علاقتهم بالذاكرة، فهذه الأمكنة التي اصطحبنا إليها رشيد الضعيف قد نعثر عليها في بعض رواياته في غفلة التراب مثلاً وأهل الظل وعزيز السيد كوباته وسوى ذلك. ساحة اهدٍ أو الميدان وشجر الدلب وسنوات تقع ما بين الطمأنينة الملتبسة والحروب، عاشها رشيد وعاشها من روى عنهم أو ألفهم بأسئلتها الصريحة وعلاقاتها الإنسانية بماضيها وحاضرها وقلقها وخوفها وآمالها وهجروتها.

حاضرة هذه البيئة وهذه المطارح بنصٍ لا يدعي أكثر من قول الأشياء كما هي أو كما يراها رشيد دون دفعها إلى أبعادٍ شاعرية أو رومانسية، وهكذا في كل رواياته تقريباً يكتب الكلام الذي يقال بلغة الحياة اليومية. طيب أنت طالما عم نحكي عن أدب قادم تقريباً من نفس الأمكنة والمشارف والمطارح اللي بدأ فيها جبران رحلته وحياته بالكتابة، كيف تحاكي هذه التجربة اللي أنت أظن حبيتها كثير بالبداية؟

رشيد الضعيف: جبران تعلم في أميركا ما ننسى هالشي، ما ننسى أن جبران يعني أواخر القرن التاسع العشر وأوائل القرن العشرين هذا يعني هذا الزمن كان زمن الفكر القومي زمن الأمة القومية، وبفكرة الأمة والقومية فيه كثير من الرومانسية، علاقته بلبنان جبران.. بس لم يأتِ إلى لبنان جبران لم يعش في لبنان، فبالتالي كان لبنان شرنقة يعيش فيها فيدفئ من برد الحياة.

أحمد الزين:: طبعاً أنت من الناس اللي تُرجمت أعمالهم، هناك بعض الكتّاب يعني أصبح يكتب هيك بهاجس مش العالمية بمعناها بهاجس الترجمة.. العالمية بمعنى الترجمة، بحيث أنه أحياناً أنه بتناول موضوعات بعرف مسبقاً تلك الموضوعات التي يستسيغها الآخر، شو رأيك بالقول؟

رشيد الضعيف: أنا أعتقد أن هذا قول سريع جداً، أول شيء نحن نفترض أننا نعرف بما يريده الآخر، هذا الشي غير صحيح. نحن لا نعرف ماذا يريده الآخر، أنا أظن لا نعرف ماذا يريد الكاتب الغربي..

أحمد الزين:: القارئ الغربي..

رشيد الضعيف: عفواً القارئ الغربي..

أحمد الزين:: بحب يتعرف شوي على سحر الشرق على مشاكله على اثنياته على العالم، يعني أنت درست في باريس وأكيد يعني لو حاولت تعمل دكتوراه مثلاً عن بيكيت مثلما حاولت مرة أنا، يقول لك شو بدك ببيكيت مع أنه كثير عملوه عنه، اعمل شي عن بلادك كمان بيحبوا يعرفوا؟

رشيد الضعيف: أيه هذا على المستوى الجامعي، بس أنه القارئ.. ما بعرف يعني صراحة أنا ما بعرف، بس أنه فيه تسرع.. في تسرع بالقول أنه في كتاب عرب يكتبون ليترجم لهم، وكأنه الكاتب العربي فعلاً يعرف ماذا يريد هذا القارئ الغربي حتى يكتب له، ثم إذا أنت ككاتب أردت أن تكتب رواية حتى تترجم وحتى تنتشر في الدول الغربية ليش لأ؟ وين المشكلة؟

أحمد الزين:: أيضاً أن للمرأة حضور دائماً بكل كتبك دون استثناء، كأنها في موقع يعني اللي بدي يؤدي وظيفة للرجل.

رشيد الضعيف: شوف مع احترامي العظيم للشعراء العرب الغزليين المعاصرين مش القدماء، لا أتمنى للمرأة أن تكون تلك التي يكتب عنها شعراء الغزل العرب بما فيهم الشاعر الكبير نزار قباني، هذه المرأة الأثيرية المرأة الوردة المرأة الريحانة المرأة الغيم طرف الغيمة، يا أخي المرأة كائن يتعب يعرق ما تحت إبطها، المرأة العاملة تتسخ رجليها.. أنا هذه المرأة، المرأة تشتهي، المرأة تتألم. لذلك أنا لم أكتب عن المرأة بهذا المعنى الشاعري بين قوسين بين مزدوجين.

أحمد الزين:: خليتها مثلما هي، هي مثلما هي بنصك تقريباً؟

رشيد الضعيف: أنا أظن أن المرأة أكثر ما تكون امرأة هي في رواياتي.

أحمد الزين:: كمان بالحياة معك المرأة هيك أنت عملت تجربة زواج فاشلة أظن وأنجبت طفل صار شب طبعاً؟

رشيد الضعيف: أول شي لا أسميها تجربة زواج فاشلة لأن الطلاق لا يعني أن الزواج فشل.

أحمد الزين:: شو يعني؟

رشيد الضعيف: بالعكس يعني الطلاق ربما كان نجاح الزواج، أنه يمكن الزواج الفاشل هو الزواج الذي يدوم إلى الأبد، مش بالضرورة قد يكون زواجاً ناجحاً. ولكن قد يكون أغلب الزواجات التي تدوم إلى الأبد هي بظني زواجات فاشلة، لذلك أنا زواجي نجح لأنه انتهى عند الحد اللازم يعني كانت امرأتي ذكية..

أحمد الزين:: وأنت؟

رشيد الضعيف: يعني أنا استفدت من ذكائها.

أحمد الزين:: ما جاوبتني على السؤال.. المرأة بنصك والمرأة في حياتك؟

رشيد الضعيف: لا المرأة أنا يعني لا أكتب حياتي.. لا شك أفكاري مشاعري همومي إلى آخره هذا جوي لا شك، ولكن أنا لا أسرد حياتي.

أحمد الزين:: أنت قلت أجرئ من نصك، في نصك فيه الكثير من الجرأة الجنسية أحياناً؟

رشيد الضعيف: حسب.. حسب الوسط، أنه في نصي من الجرأة الجنسية إيه طبعاً حسب الوسط هناك.. هناك قراء لا ينتبهون إلى ذلك، أنا لا أسميها جرأة جنسية لأن الوصف الجنسي الذي أعتمده وصف وظيفي له وظيفة لا تقوم الرواية بدون هذه القضية، لأن الفراش هو..

أحمد الزين:: جزء أساسي من الحياة..

رشيد الضعيف: لا وحتى بالممارسة حتى كيفية العلاقة كيفية التماس إذا جاز التعبير، يعني اللقاء بين الرجل والمرأة كيفية.. كيف يجري ذلك هذا دليل، دليل على كثير من الأشياء... هلأ كان بوجهنا هونيك كان فيه فرن يعني أمي كانت تعجن وتحمل لجن العجين وتاخذوه على الفرن، شفت كيف.. هلأ أنا من بيئة كثير من أهل متواضعين يعني من أهل متواضعين، عيلة نحنا كنا عشرة ثمان أولاد يعني سبع شباب وبنت، وأمي وبيّ وكان يعني مدخول أهلي متواضع بس كنا عايشين..

أحمد الزين:: كيف كانت علاقتك بالبيئة ببيّك بالبيت، بيّك كان ينتبه أنه أنت ممكن تكون مشروع كاتب أو شاعر؟

رشيد الضعيف: لا إطلاقا لا أنه وجود بييّ أقل بكثير من وجود أمي، أمي الإمبراطورة كانت.. أمي الملكة.

أحمد الزين:: كانت تنتبه لك كثير؟

رشيد الضعيف: مثل كلنا كانت أمنا يعني كلنا مش لوحدي كلنا..

أحمد الزين:: يعني تعتبر نفسك يعني أنت من الناس اللي بنوا أنفسهم حبة حبة، وصلوا على الجامعة..

رشيد الضعيف: الحياة ساعدتني يعني طبعاً.. طبعاً لأنه أنا أردت يعني ما كنت متصور حياتي خارج التعلم.

رشيد الضعيف: بحب البناء ما بعرف ليش من طفولتي بحب شوف ورشة، بحب الناس اللي بتعمر.. الناس اللي بتعمر بحبهم، بحب دايماً شوف شي عم يتعمر، يعني أنا إذا بشوف جسر عم ينبنا ببيروت كأنه عم يبنوا بيت لألي، يعني فعلاً بإعادة الإعمار بالتسعينيات..

أحمد الزين:: كنت تنزل تتفرج عليهم..

رشيد الضعيف: أنزل أتفرج، فعلاً آخذ ترويقتي وأقعد أتروق على الورش هذه متعة..

أحمد الزين:: كان يفتكروك أنه أنت خيّه للحريري يمكن الله يرحمه..

رشيد الضعيف: أو مكلف بالمراقبة..

أحمد الزين:: على كل حال العمران مثل الرواية مهيك؟

رشيد الضعيف: طبعاً حلو العمران حلو.. حلو البناء..

أحمد الزين:: البيوت وأنت بروايتك بيوت وناس وكذا.. وهناك بيوت وناس وطرقات وأمكنة..

رشيد الضعيف: صحيح وبتعمل شي لسعادة الإنسان لسعادة الناس لراحة الناس، فيه شي كمان يعني أنه الإنسان يترك بصمات مدينة.. أجمل شيء أنه المدينة تحب نفسها المدينة تحب حالها، بيروت بتمر أيام بتحسها بتحب حالها، وبتمر أيام بتحسها رجعنا للقرون الوسطى رجعنا للعتمه رجعنا للموت.

أحمد الزين:: أنت كنت تعلمت على المدينة أو شفت المدينة هي طرابلس هي كان مدينتك الأولى، تقول عنها هي الآن كانت مخطوفة ذات يوم هلأ هي خاطفة نفسها هذا الكلام لألك..

رشيد الضعيف: صحيح.. صحيح طرابلس المدينة الجميلة اللي كنا نحنا بسبب أنه زغرتا تقريباً حي من طرابلس على كتف طرابلس يعني بس مدينتنا الفعلية يعني هي طرابلس، كنا ننزل ناكل فيها ننبسط فيها نحب فيها نحضر سينما فيها نتثقف فيها، نشوف البشر فيها، نطل على الحضارة فيها بعدين نخطفت هالمدينة. ظلت طول فترة الحرب من فئة لفئة يخطفوها ثم تحسها اليوم كأنها هي عايشة بحالة الخطف..

أحمد الزين:: مسروقة من نفسها.. بالعودة لروايتك أستاذ رشيد أنت إذا حبيت تصنف نفسك أو تقرأ ذاتك هيك، مع أنه صعب شوي أنه الواحد يكون حازم أو عادل مع نفسه بوسط كتاب لبنانيين الروائيين، يعني كيف تقرأ حالك؟

رشيد الضعيف: يعني طبعاً مثلما قلت صعب كثير الواحد يحط حاله بشي محل، وبين المحل اللي يتمنى يكون وبين هو فعلاً ما بيعيد يميز الإنسان، بتعرف الأيكو تبع الكاتب يبقى درجة عالية يعني من.. ولكن اللي بقدر أقوله أنه أنا عم حاول، عم أضوي أشياء على هذا العالم على.. من وقت إلى آخر على هذه النفس البشرية على العلاقة بين الرجل والمرأة، على الإنسان المقاتل بطبعه فيه كتب عديدة كتبت أنا عن الإنسان اللي عايش بزمن الحرب..

أحمد الزين:: هذه الشراسة اللي تناولتها كثيره..

رشيد الضعيف: وبعدين بحب أكتب وكتبت ودايماً هذا بيبين بكتبي بحب أكتب إذا شئت أن أصل ما انقطع بين الثقافة اليوم والكتابة العربية القديمة الكتّاب العرب القدماء، يعني تقرأ اليوم نصوص للعرب القدماء تبقى كتب.. كتب دائماً أعود إلى المسعودي والأصفهاني تقرأها بمتعة هائلة أتسائل لماذا.. لماذا؟ ما هي بذرة الخلود في هذه الكتابة؟ أحاول دائماً أن أقرئها من هذا المنظار وأستلهم..

أحمد الزين:: أنت بتكتب بهذا الهاجس للوصول إلى بذرة الخلود؟

رشيد الضعيف: أستلهم منه، بذرة الخلود طبعاً كل كاتب يحلم بالخلود، وهودي الكتاب اللي بيكرهوا بعضهم لأن يتنافسون على الخلود.

أحمد الزين:: يعني الواحد إذا بعرف حدوده وإمكانياته وطاقته بيعرف مقدار نفسه يعني..

رشيد الضعيف: يعني أنت إذا بتقرأ صحف لبنانية ما بتعرف أن رشيد الضعيف كاتب..

أحمد الزين:: أنت وسواك فيه كثير كتّاب..

رشيد الضعيف: مثلاً عم بعطيك مثل، ليه ما بتعرف؟ قدّ المسؤولين عن الصحف محبين يعني بيكونوا كتّاب يعني..

أحمد الزين:: هو سؤال مؤجل بس سأطرحه هلأ يعني أنت على فكرة ما بتكتب بالصحافة، يعني تختزن هذا الشيء لقوله في رواية أو شيء تخاف تصرف إبداعات خارج نصك؟

رشيد الضعيف: لا أنا مش كاتب صحافي، يعني الكتابة الصحفية كتابة سرعية عادةً، كتابة كثيرة ملونة بالسرعة باليوم بالرأي إيه ولا لأ.. أتمنى أن لا أجد نفسي ذات يوم بحاجة إلى الكتابة الصحفية.

أحمد الزين:: طيب كنت عم تحكي أن الصحافة أو بعض الصحفيين مغيبينك ولكن..

رشيد الضعيف: لا مش مغيبيني أنا آخذ حقي من الإعلام وأكثر ولكن عم بقول عم أعطي مثل..

أحمد الزين:: فيه نقد صوب لك شيء في شغلك ولا حسيت أنه كلها هيك نوع من الكتابة.. كتابة مجاملات يعني رفع عتب..

رشيد الضعيف: في منها قسم مجاملات وفيه منها قسم لا شك مستفيد منها لا شك، وأنا دايماً أقرأ المقال بتأني فيما بعد، أقرأ المقال بتأني فيما بعد.. وصدقني أني أستفيد من الإيجاب ومن السلب.

أحمد الزين:: طيب أيضاً بالرواية تبدو هيك مش كثير بس غزير نسبةً للآخرين يعني؟

رشيد الضعيف: ما بعرف إذا يصح القول الغزارة على كتابتي، أول شي أنا أكتب روايات صغيرة.. هلأ الكتابات.. الروايات الكبيرة كمان تقدم متعة خاصة طبعاً، ولكن أحس عند الكاتب الذي يكتب ولا يتوقف عن الكتابة أحس أنه عند نوع من.. نوع من الأنانية يعني يريد أن يمتلك القارئ طوال حياته، يعني أنا هلأ عم اقرأ رواية مضطر أني اقراها 700 صفحة 700 صفحة من الحرف الصغير، أنا لست ضد لا أنتقد يحق الكاتب أن يكتب ما يشاء، أنا أقتصد.. أنا مقتصد أحاول دائماً أن أضيء.. أن أضيء بعض الأشياء بعض العلاقات بعض الحوادث، وأضيء في رواية، أركز على رواية.. فيه رواية على نقطة محددة وأضيئها هذا هو عملي..

أحمد الزين:: تعمل مخطط للشغل وللرواية ولا بتجي فكرة وتبلش فيها؟

رشيد الضعيف: حسب كل مرة، مرة فكرة بتفرض نفسها عليك لحظة بتفرض نفسها، حديث بفرض نفسه عليك مثل انسي السيارة حدا خبر خبرية هيك قدامي..

أحمد الزين:: هناك من يقول أنه كثر الكتّاب وقلّ القراء

رشيد الضعيف: كلهم نسبي يعني لبنان الكتاب الناجح.. ناجح بسنة مبيعه ألف نسخة، هذا يعتبره الناشر يعتبر الكتاب..

أحمد الزين:: مأساة ألف نسخة يعني..

رشيد الضعيف: طبعاً مأساة، ما فيه كاتب يعيش من كتابته، أنا أعيش من أموال الدولة اللبنانية لحم كتافي من خيرها، أول شيء تعلمت في المدراس الرسمية وبعدين تعلمت في الجامعة اللبنانية، وبعدين علمت في الجامعة اللبنانية. وفوق كل ذلك يعني أقبض معاشي من الدولة اللبنانية وأقول ما أشاء وأكتب ما أشاء وأنشر ما أشاء بدون ما حدا يحاسبني. مش نعيم!

أحمد الزين:: بكل تأكيد. طب رشيد قارئاً أنت شو بتقرأ عادة؟

رشيد الضعيف: أقرأ كثيراً يعني فيه مراحل أقرأ فيها كثيراً؟

أحمد الزين:: مين من الروائيين اللبنانيين اللي تستأنس فيه..

رشيد الضعيف: لا ما رح فوت.. الروائيين كلهم كل واحد عنده تجربته بس أنه ميز حدا ما رح أميزه..

أحمد الزين:: شعراء..

رشيد الضعيف: ولا شعراء، أنا فيني أقولك في سيرتي الشخصية تأثرت كثير كثير بشعراء مجلة شعر.. هذه المجلة كثير أثرت فيني في تكويني الشعري، كثير أثرت فيني في تكويني الشعري وحتى الفكري، المجلة كانت وأنا عملت عنها دراستي الجامعية يعني بالجامعة اللبنانية الماجستير عن مجلة شعر 40 عدد وبعدين كفيت عملت الدكتوراه بمجال ثاني عن السياب كمان..

أحمد الزين:: بدر شاكر السياب..

رشيد الضعيف: إيه وبعدين عملت ثمان سنين كفيت ألسنية..

أحمد الزين:: هذا هو رشيد الضعيف أو هذا بعضٌ من حياته التي توزعت ما بين شمال لبنان وبين بيروت وباريس طالباً، ثم أستاذا في الجامعة اللبنانية وكاتباً أطل على أواخر السبعينات عبر نصوص ذات طابع شعري كما يسميها قبل أن ينصرف لكتابة الرواية التي أنجز فيها حوالي 17 عملاً ترجم العديد منه إلى لغاتٍ مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق