2008-05-23

روافد مع الفنان التشكيلي محمد شمس الدين

إعداد وتقديم
محمد شمس الدين: الطفولة دائماً والحنين هو بيرجعك.. يعني حتى الأحلام اللي كنت أحلمها أنا وكبير دايماً بترجع للضيعة، حتى بالفترة اللي عشت فيها ببيروت صاخبة بليلها وكل ما.. وحربها حتى، يعني وباريس أيضاً بالأستاذ ميشال والأزقة الضيقة والمدرسة وساحة السوربون والمقاهي، كمان عشنا حياة صاخبة. ولكن هناك خيط كان دائماً شدني للضيعة، سببه يمكن كان الاحتلال الإسرائيلي سبب كبير جداً، دائماً بس تُحرم من أماكن طفولتك دايماً بتحنّ أنك ترجع وتشوف الأشياء الجميلة فقط.
أحمد علي الزين: محمد شمس الدين ينادوه الأصدقاء باختصار شمس، ربما لأنه يشرق حباً وعفوية ولوحة وكلاماً يسعف وحدته هنا أو هناك، لكأن محمد على حافة الأشياء دائماً يضيء ويغيب ويترك خلفه أثراً لوحة موغلة في التجريد أو موقفاً صريحاً في نص أو قصيدة، أو كأساً فارغة بعد أن كان شرب نخب صديق أو امرأة تعثرت حين ظنته واعظاً فلمّها ورسمها بعد أن قال لها إني أرسم ظلال الأشياء كما أراها وليست كما هي ظاهرة.
أحمد علي الزين: أستاذ محمد عادةً الفنانين يعني بيحوموا حول المدن، يعني يتنقلوا بأحيائها وبأزقتها بمقاهيها يعني حتى يقيموا هذه العلاقة، يعني ويؤكدوا حضورهن بالوسط لأسباب مختلفة، يعني أنت على عكس هؤلاء اللي إحنا منعرفهن عادة يعني، تركت بيروت واخترت هذه العزلة الجنوبية بضيعتك المزورية شو السر؟
محمد شمس الدين: هو على كل حال نزولي إلى بيروت هو كان يعني اضطرار نتيجة الحرب اجتياح 78، فاضطرينا للهروب وتعرفت على المدينة اللي هي عالم غريب ما بعرفه أساساً. يعني طفولتي ولحد 18 سنة أنا لا أعرف المدينة، فدخلت على المدينة بشغف كمان لأنه بدي أتعرف على عالم آخر، كنت مفكر من قبل أن الضيعة هي العالم، ففي بيروت وبمعهد الفنون بالتحديد اكتشفت عالم ثاني مختلف.. مختلف بنمط الحياة، ولكن بالقيم والأخلاق والأفكار بالآخر أنه لبنان عالم صغير يعني أنه الناس تشبه بعضها وهي نفس التربية.
أحمد علي الزين: قبل تجربة بيروت مثلما ذكرت أنت ولدت في هذه القرية ونشأت فيها إلى عمر معين، ثم سافرت إلى العراق. بأي غاية سافرت إلى العراق؟
محمد شمس الدين: اخترت العراق لسبب ما بعرفه كنت، واكتشفت بعدين أنه كنت بدي أتعرف على مكان ولادتي، وقبر بيي اللي هو مدفون بالنجف.
أحمد علي الزين: أديش كان عمرك آنذاك؟
محمد شمس الدين: توفى بيي كان عمري شهرين، يعني توفى بظروف غامضة حتى كان رجل دين توفى عمره 29 سنة، يقال لأسباب سياسية أسباب.. وتعرفت على قبر بيي وعندما تعرفت عليه أدركت أني لازم أهرب من العراق، وهربت لذلك لم أعش.. أعيش في المدينة وخاصة النجف هي صحيح مدينة كبيرة ولكنها تعيش بظروف خاصة وقتها.
أحمد علي الزين: وليش هربت بس تعرفت على قبر بيك؟
محمد شمس الدين: شفت أنه انتهت المهمة ما وجدت اللي بدي ياه.
أحمد علي الزين: طيب محمد هذه النزعة يعني هون اللي بتعيشها أنت نحو الوحدة هيكي والعزلة شو مصدرها؟ من أين أتت يعني؟
محمد شمس الدين: هلأ هي كمان يمكن عادي إذا بدك، من وأنا طفل كنت وحيد حتى بالضيعة يعني كنت وحيد، بالمدينة أصدقاء المدينة بيجوا وبيروحوا لأنهم لا ينتمون إلى المكان هم وافدين إلى المدينة، وخاصة الوسط الثقافي ثلاث أرباعه هو من القرى ومن الأماكن النائية، وتتغير الأصدقاء دائماً. العودة إلى الضيعة إذا بدك هي اكتشفت بس بعد زمن طويل من الهروب والضياع أنه لا جدوى من هذه الحياة، يعني الجدوى فعلاً أنك تقعد لوحدك وتنتج.
أحمد علي الزين: طيب، ما بتشعر بنوع من الغربة بهذه البيئة اللي هي يعني ما فيها حضور أو تقليد لشيء اسمه أو لكائن اسمه فنان تشكيلي..
محمد شمس الدين: مبلى، طبعاً أشعر بالغربة وهذا يؤلمني جداً، مؤلم أنك تعيش بمحيط بتحبه ناس بتعرفهن أصدقاء عشت طفولتك أنت وياهن وبعدك أصدقاء معهن بس ما بيفهموا عليك، ما بيفهموا سلوكك لأن سلوك الفنان بالآخر.. بدي أشرح لك ياها مثل أستاذ الرياضيات إذا بسهرة بده يحكي عن الرياضيات ما حدا بيفهم عليه، فبده يضطر يحكي مثلما بيحكوا الناس. بتصير الرياضيات هي حياته الفنان الفن هي حياته الفنان هو يعيش في الفن ليست اللوحة هي فقط الفن، حياة الفنان هي فن بحد ذاتها سلوكه، نمط حياته، لبسه، أكله، شربه، علاقته بالآخر، علاقته بالطبيعة، علاقته بالمحيط.
أحمد علي الزين: طيب حكينا شوي عن الوحدة وعن هيك العزلة، يعني فيه مسحة حزن حتى في سلوكك، حتى إذا الواحد بده يتأمل أكثر بشغلك بالعمق بالداخل هذا شغل كثير فيه تجريد كمان ممكن يحصل على هذا القلق والحزن، شو سببه هذا الحزن؟
محمد شمس الدين: يعني الحزن مسألة طبيعية مسألة إنسانية، يعني الموت يدعو إلى الحزن، والحرب تدعو إلى الحزن، والرحيل يدعو إلى الحزن، فالفرح هو استثنائي وعابر.
أحمد علي الزين: يمكن البيئة الموروث الشعبي كمان..
محمد شمس الدين: البيئة يمكن البيئة حزينة دائماً كل مناسباتها مناسبات حزن وليست فرح.. أمضيت هذا العام وحيداً وكنت أمضي الوقت الطويل الذي عشته في القراءة والكتابة، كنت أحاول الرسم ولكنها محاولات لم تكن ناجحة على الأصح، كل ما مارسته محاولات رسم نساء عاريات مستعيناً بالذاكرة الضعيفة أحياناً المتعلقة باللبيد والشبق الذي يلازمني ما قبل الظهيرة، لم أدرك حتى اللحظة تلك الأفكار التي تعيدني إلى ماتيس ونساءه الوحيدات، ماتيس الذي جعلني أعود إلى الشرق والكتابة والزخرفة، الألوان الزرقاء والأحمر الجميل وذاك الفراغ المعبد باللون.
أحمد علي الزين: وهيدي الطبيعة اللي أمامك يعني يمكن الواحد بس يكون عايش بقلب الشغلة ما بينتبه لها كثير، ما حركت فيك شيء هيك لتعملها مخاطبة بالرسمة أو شيء؟
محمد شمس الدين: لا أنا مريت بمرحلة يعني عندي تجارب بس مرقتها بسرعة، يمكن لأنه كنت مستعجل لتفتيش عن مكان آخر، مكان أنتمي له، والتجريد هو برأيي أنا يعني كثير فردي منّه عام، المشهد الطبيعي هو عام، بس التجريد هو عالم خاص جداً.
أحمد علي الزين: طيب محمد أنت من جيل الحرب نحنا كلنا من هذا الجيل اللي تكون بالحرب، تفتح على الدنيا بالحرب، بدون شك لها تأثير على شغلك بشكل أو بآخر قدرت تشفى منها هالحرب؟
محمد شمس الدين: أنا رسمت الحرب بس بطريقة غير مباشرة، التأليف كلاسيكي هو تأليف له يعني قوانينه وأنظمته وهندسته إذا بدك، مثلاً الكتلة اللي يجب أن تكون في أسفل اللوحة الفراغ والفضاء هو في أعلى اللوحة، في مرحلة أنا اكتشفت وخاصة بعدما كنت عم شاهد مشاهد صرت أنتبه لها أن شرفة طائرة، شرفة جاية قذيفة فيها شرفة صايرة مالها منطقية، الطائرة الحربية اللي طايرة فوق رأسك أطنان من الحديد هي لازم تكون عالأرض كتلة تزن، هلأ القذيفة.. فقلبت مفهوم التأليف صرت حط الكتلة فوق والفراغ تحت، وكانت فعلاً تعطي انطباع بالسقوط، وهو هذا اللي كان بدي ياه.
أحمد علي الزين: فيه عندك هيك سلسلة نصوص كتابات مع رسومات أنثوية، أنت يبدو بالك بيضل مشغول بالمرأة؟
محمد شمس الدين: مهي بالوحدة مين بدك تستحضر يعني؟ تستحضر المرأة أو إذا بدك كمان البحث عن الأم، مثلما قلتلك أنا أمي لما تعرفت عليها كنت شاب..
أحمد علي الزين: أديش كان عمرك لما التقيت فيها؟
محمد شمس الدين: 17 سنة.
أحمد علي الزين: والله.. شو اللي أسس لهالغربة أو للمسافة اللي بينك وبينها؟
محمد شمس الدين: توفى بيي باكراً يعني وهي كانت صغيرة فتزوجت بكل بساطة..
أحمد علي الزين: وبس التقيتوا.. كيف التقيتوا؟
محمد شمس الدين: التقينا بحرب 78 فرحت لعندها بعدما هربت من هون، وما عندي مكان.. رحت لعندها بس فليت دغري كمان، رجعت على الجنوب رجعت قعدت هون تحت الضيعة وناطر الإسرائيلية ليفلوا بس فلوا رجعت عالضيعة، فما كان عندي إحساس بعلاقتي فيها، ما فيه علاقة.. العلاقة هي مع إنسان بس.
أحمد علي الزين: مشان هيك يمكن تستحضر هذه القامات أو الوجوه الغامضة.
محمد شمس الدين: وجوه غامضة مع تركيز على الأثداء..
أحمد علي الزين: الأمومة..
محمد شمس الدين: كيف تتغير النظرة للحياة والموت والسعادة بهذه الطريقة الغريبة؟ وكلما مجدّت الغباء وفضلت الكسل انتابتني تلك الأسئلة الصعبة، وأحاطت تلك العبقرية بي كحبل مشنقة تشد على دماغي الذي أفرغته للتو من مخزون عتيق، وعلى قلبي الذي وظفته في خدمة خفة الملائكة العجائبية في الطيران والشفافة، ولم يعد حالي يهتز سوى للوشوشة الخفيفة للكائنات الضعيفة الهشة العصافير الصغيرة والضفادع المحاصرة على خط رفيع بين التراب والماء، هذه الأساطير عن الطيران والتزحلق في فراغات الأوهام أدخلتني فضاءً غير واضح ومبهم، ونسيت أحوالي وبعثرت أموري الواقعية في أحلام محطمة أصلاً وغير حقيقية، حتى بتّ هائماً ضائعاً بين الحلم واليقظة، وأصبحت فناناً غير منتج، وإنساناً هامشياً أعيش الكلمة واللون وأبتعد بعيداً في الكسل والغباء.
أحمد علي الزين: محمد على قلق وحيرة موزع بين الحنين وبين الأمل، بين صخب المدينة وصمت القرى، بين الكلام وبين اللون، بين صورة غامضة عن رجل سبب وجوده وغاب وبين صورة عن أمٍّ حضورها يوازي الغياب، لا بأس من معالجة كل هذه الأمور بالتأمل وبالذهاب إلى هذه الأيام عبر ما تيسر من لغة وتهكم وكتابة وتشكيل للرؤى والحلم. طيب هيك لاحظت على الأقل بما شاهدته الآن يعني إنه فيه غياب للطبيعة وللإنسان بشغلك؟
محمد شمس الدين: هذا كان موقف على كل حال هو خاطئ شوي، يعني كنت عم أهرب كنت أفكر إنه فيه سهولة برسم الطبيعة والإنسان والتجريد هو الجدي أكثر، ولكن اكتشفت بعد ما قعدت هون إنه لأ الطبيعة غنية جداً، وممكن تستفيد من الألوان والتآليف والعلاقات علاقة الأشكال ببعضها، أما الإنسان فليذهب إلى الجحيم.
أحمد علي الزين: معظم التشكيليين بيحاولوا يرجعوا أطفال وهنّ يعني بيعملوا جهد تا يرجعوا أطفال، بمعنى الرسم إنه يقدر يرسم متل ما الطفل بخربش؟
محمد شمس الدين: أنا أعتبر إنه الفنان هو من طفولته هو إنسان معاق.
أحمد علي الزين: معاق؟
محمد شمس الدين: معاق بشغلة بالقدرة على التعبير، إذا بتلاحظ كل الأطفال بيرسموا بيوصلوا لعمر بيوقفوا الرسم 6 - 7 - 10 سنين ما بيرسم الولد، بس بالبداية أداة التعبير الوحيدة هي الرسم لأنه ما بيعرف يحكي، ما بيعرف يعبر عن أفكاره بس اللي بقي رسام هو بقي مش قادر يعبر إلا بالرسم..
أحمد علي الزين: بقي طفل يعني؟
محمد شمس الدين: بقي طفل..
أحمد علي الزين: محمد شمس الدين كنا ذات سنة بعيدة هنا في الجامعة اللبنانية في معهد الفنون الجميلة على أواخر السبعينات، كنا ننتظر غياب الشمس لنهطل إلى البحر، نعالج بعض الأفكار ونرميها في الماء فتصير قوارب للصيادين أو رسائل إلى أحد خلف الأفق. في محطة أساسية بتجربتك هي محطة الجامعة اللبنانية معهد الفنون في سنوات الدراسة والتكوين والأصدقاء شو زرعت فيك هذه المرحلة؟
محمد شمس الدين: يمكن ذكرتها إنه زرعت لي هالخفة بالبحث والحياة الجميلة، يعني والتعرف على أهم فناني لبنان يعني اللي هنّ كانوا أساتذتنا يعني في رفيق شرف حسين ماضي أمين الباشا.. وكان معهد الفنون فعلاً يعني معهد فيه تجارب فيه علاقة الرسم بالمسرح بالسينما بالهندسة بالزخرفة فكانوا عايشين مع بعض متداخل هيدا العالم، فما فيك تفكر باللوحة لحالها أو بالقصيدة لحالها أو بالمنحوتة لوحدها أو بالعمارة لحالها، كله هو عالم متكامل. اشتغلت مع رئيف كرم مع يعقوب شدراوي عمل واحد مع سهام ناصر اشتغلت..
أحمد علي الزين: بيروت طبعاً متلما ذكرت عنت لك بليلة في هالمدينة بمقاهيها وبجامعتها، الآن شو بتعني لك بيروت الآن بهالمسافة اللي أنت بعيد عنها يعني كأنك طلقتها للمدينة؟
محمد شمس الدين: بعد 96 تقريباً يعني ألغي المشروع الفني.. مشروع يعني الفن ببيروت.
أحمد علي الزين: ألغي؟
محمد شمس الدين: ألغي.. يعني بدأت صالات العرض بالإقفال، صالات السينما أقفلت، صالات العرض نفس الشيء، النوادي الثقافية اللي كانت تعمل عروض مختلفة كمان أقفلت، المقاهي أقفلت، يعني الإكسبرس هول كانوا ملتقى الشعراء والفنانين والمثقفين ما عادش في عندهن مكان.
أحمد علي الزين: بس أنت كأنك يعني هربت من مكان يمكن فيه شوية أمل ذاتي شخصي إلى المكان اللي فيه خوف يعني أنت..
محمد شمس الدين: أنا اعتقدت إنه سنة الألفين هو التحرير إنه خلص، وفعلاً نحنا حررنا الأرض بالألفين فالجنوب آمن أصبح آمناً، فجيت بنيت بيت ومحترف يعني وإنه فيه المكان اللي أنا بحبه، ولكن لأسباب صار فيه حروب. والحروب مستمرة برأيي أنا يعني كان تفكير خاطئ.. إن عبقريتي لم تعد صالحة في صناعة لوحات جميلة، لم أدرك سريعاً مدى الأشياء لماذا جعلت نفسي قريباً من الدمار؟ ولماذا صنعت قبري قبل الأوان؟ ربما لأنني لم أعد صالحاً كما الكثير من الفنانين يرحلون في مسارات وهمية..
أحمد علي الزين: طبعاً أنت فيه شيء موازي لشغلك هو اهتمامك بالنص المكتوب يعني الكلام، ليش الرسامين في غالبيتهن يعني بيروحوا على اللغة بموازاة شغلهن باللوحة وباللون؟
محمد شمس الدين: يعني أنا ما بفصل بين الرسم والكتابة، هنّ عالمين يعني يكملوا بعض عندما بس تقصّر بالعمل الفني الكتابة بتساعدك، بس تلاقي صعوبة وإذا بدك بالتنفس..
أحمد علي الزين: هي الكتابة أسهل من الرسم بتقديرك؟
محمد شمس الدين: إيه..
أحمد علي الزين: وبتقديرك هيدا الذهاب أو الهروب أحياناً إلى نص الكلام والنص المكتوب ما بيجي على حساب انشغالك باللوحة؟
محمد شمس الدين: نعم إذا طال أمده، يعني إذا صار إدمان أو سهولة.. استسهال العمل الكتابي بيهرب من..
أحمد علي الزين: أنت بتحب نصك أكثر ولا لوحتك؟ نصك المكتوب ولا اللوحة؟
محمد شمس الدين: نصي المكتوب أمرار أحسه ممتع يعني أفهمه أكتر.. أكتر من لوحتي لأنه لوحتي بضيع فيها أمرار..
أحمد علي الزين: طيب بس ترسم بتكون عارف حالك وين رايح شو عم تعمل؟
محمد شمس الدين: مش بكون عندي فكرة مش.. بس بصرياً لا..
أحمد علي الزين: هي اللوحة بتجرك..
محمد شمس الدين: عندي فكرة عن اللي عم بشتغله.. شو بدي بس إنه اللي بوصله بعدين ما بكون أشعه، يعني الألوان ما بتكون هي ذاتها الأشكال..
أحمد علي الزين: فيه عندك وقت معين بترسم فيه ولا حينما تأتي يعني؟
محمد شمس الدين: لا إيمتى ما.. ما في وقت..
أحمد علي الزين: بس يعنّ على بالك؟
محمد شمس الدين: إي بس هو الليل أكتر شي..
أحمد علي الزين: بترسم بالليل؟
محمد شمس الدين: وهيدي علمني عليها رفيق شرف..
أحمد علي الزين: يعني مع إنه اللون ضد العتمة كيف هيدي هات خبرنا؟
محمد شمس الدين: هيدا الاختلاف إنه بشتغل أنا دائماً كنت ما بظهر لبره.. فكان الخلاف إنه لأ لازم الرسم بالطبيعة لأن الطبيعة بتعلمك على الألوان، فرحت على القهوة مرة ومعي.. كنت أنا وعبد الأمير عبد الله فقرب عبد الأمير عبد الله عند رفيق شرف، قاله محمد بيرسم وبيسكر على حاله وما بيظهر على الطبيعة قاله أنا برسم بالعتمة.
أحمد علي الزين: طيب بعد بيروت كان لك تجربة كمان أخرى تحدثت عنها بشكل عام هي رحت أكملت دراستك بباريس، طبعاً هاي المدينة اللي بتفتح كتير آفاق أمام الطلاب اللي بيجوها وأمام الناس بشكل عام، شو عطتك هاي المدينة بمساحاتها المفتوحة على الحرية وعلى السؤال؟
محمد شمس الدين: أنا رحت لها كغريب لكن دخلتها بسهولة إذا بدك وأحببتها، وآخر سنة عشت فنان عايش في فرنسا بكل معنى الكلمة.
أحمد علي الزين: كان فيك تبقى هناك؟
محمد شمس الدين: كان ممكن ابقى بس لأحلام قديمة فاشلة رجعت..
أحمد علي الزين: بيحس الواحد بأمان مع الطبيعة؟
محمد شمس الدين: طبعاً الطبيعة تعلمك إنك تعيش بسلام مش بس بأمان، وأنا برأيي حب الأرض هو ضد الحرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق