2004-06-11

روافد مع الشاعر جوزيف حرب

إعداد وتقديم

جوزيف حرب: أرسلت يوماً صورةً لأبي وكنت مسافراً مرآة ذاكرتي التي حملت أبي لا فضة فيها ومكسورة وأبي لكثرة ما بكى شحّت به عيناه حتى صارتا بابين في علّيّة مسقوفة بالعشب مهجورة فتح الغلاف وأطبق الأجفان فوق دموعه ولكي يراني مزّق الصورة.

أحمد الزين: أذكر بيت أهله، ودالية العنب، ودفلة المساء، وغيمة عابرة في نصّه وطير، ولمن يعرفه قد يتذكر صوته قبل الحرب في الإذاعة اللبنانية في وجدانياته مع الغروب، المطرزة بفيروزيات ذلك الزمان، والصوت الذي حمل كلامه إلى البيوت في صباحات أيامنا على أوائل أيلول،حمل صورة الشاعر المسكون بالحنين، حمل صورة العاشق في ليل شتي صورة الكاتب الذي يحيك نصه كما الفصول التي تُعيد تشكيل الطبيعة على الأرض في التحولات، يشتل الورد والزنبق، ويعرّي شجره للريح، ويمطر على شتاء موقده و نبيذه، ويركض في حقول الذاكرة خلف ظلّه الهارب من الدّير ويداه تبوح بالندم حيناً ربما كان عليه أن يسبق من لا يستطيع أن يشاركه العمر، وكان عليه أن يسبق الغيمة واليمام ليصل، ولأنه لم يستطع تصالح مع وحده كتب، كتب، وفاض كما المشتاق متكئاً على عكاز شيخ الغيم، سألت عن بيته بعد سنين قالوا لي: هذه الطريق توصل إلى القصر، وكنت قد دخلت عالمه عبر نصه وكلامه بصوت السيدة فيروز فتح باب البيت وفتح دفاتره العتيقة ليقلب صفحات عمره على مهل، كما الزعل المحموم بالشوق.

أحمد الزين: أستاذ جوزيف حرب عادةً القراء أو الناس يعني بفوتوا على عالم الكتاب والشعراء من نصهم وقصائدهم، اللي بيقرأ القصائد عندك ربما لا يتخيّل أنك تسكن هذا القصر البديع، يعني منعاً للالتباس أو لتوضيح هذا الالتباس الجمالي شو قصة القصر؟

جوزيف حرب: يعني هوّ محاولة تفتيش على مكان إذا فيه إمكانية يكون حلو ومريح، لتقدر تعيش فيه، وبيت يعني من خلال إمكانية إنه الواحد يقدر يعمل بيت يعني حبيت أعمله.. يعني مرات فيك تعمر قصيدة، ومرات فيك تكتب بيت، أنا بعتبر أنه الأشياء مُتداخلة مع بعضها فأخذت بيت وكتبته بس ككتابة كنص في بيت أهلي بيت من هون شي 400 متر، بيت قديم، وراه فيه هيك مطرح بينزرع فيه ليمون شربينة غارة عريشة وفي طاولة قديمة عادةً على فترة شي 10-15 سنة كانت تنترك تحت الشتاء فعلى هالطاولة القديمة واللي تختخت وهيك تقوّست..

أحمد الزين: خَتْيرت

جوزيف حرب: وخَتْيرت وصار يعني حاملة كل ألوان الخريف اللي عم يتوالى عليها والعذابات اللي مرقت فيها من الشتاء ومن الشمس فأغلب النصوص اللي كتبتها كتبتها على هذيك الطاولة.

أحمد الزين: هلأ قصرك هون بيقابل قصر الرئيس، رئيس مجلس النواب اللبناني بالمصيلح، مصيلح أستاذ نبيه برّي يعني هذا التقابل هل يتضمن دلالة معينة؟

جوزيف حرب: لأ بعتقد كل واحد عنده نص بحياته الرئيس برّي كتب نصه بخلفية حياته وعنده نص جميل، وأنا كتبت نصي على خلفية كمان حياتي يعني وتصور عندي نص حلو.

أحمد الزين: طيب أستاذ جوزيف يبدو أنه أنت بتعيش وحيد في القصر تقريباً يعني ما بتحس بالوحشة أحياناً؟

جوزيف حرب: لأ، يعني ما معناتها إذا كنت وحيد أنه ما عندك حدا، يعني أنك تعيش لوحدك عندك حرية الاختيار أوسع بكتير من أنك تكون مع آخرين يعني إما انفرضوا عليك إما بحكم يعني مفهوم العلاقة العائلية أو مطلق أي علاقة ثانية، فأنا عندي نوع من الشعور أني كل ما كون وحيد بهالحالة هاي كل ما كون حر أكثر.

أحمد الزين: نعم، يعني هذه العزلة اللي عايشها إذا صح التعبير يعني كلمة عزلة بتقديرك هي لضرورات الكتابة والتأمل أم لخيار هيك فقط من أجل العُزلة؟

جوزيف حرب: لأ ليك ما تغير شي عليي أنا قبل هالبيت وبعده وبوجوده، مفهوم العزلة كان مأخوذ من موقع الكتابة، يعني دائماً مُطلق أي عزلة إلها معنى إلها تفسير إلها سبب؛ فسبب العزلة أنا كان عندي الكتابة وكان عندي دائماً من زمان وبعتقد هذا أمر بتصور راح أبقى عليه أنه الخيار الأجمل كونه الكتابة بدّه يعني يكون متبوع بخيار آخر هوّه شيء من الحياة قريب شويّ من مفهوم العزلة.

جوزيف حرب: لا جراس النهر ولا جراس المي ولا جراس خيول زرقاء بهالسهل ولا جراس الدير وكنيسة الفيّ أجمل جراس بهالدني اسمعتن سوا لما بدقّوا الحور رهبان الهوا

أحمد الزين: بديوانك شيخ الغيم، وعكازه الريح هناك شبه سيرة ذاتية شعرية للمراحل الأولى من العمر يعني ما بين القرية والمدرسة الدير، يعني وتبدو خلالها مسكوناً بالمكان، بعناصر المكان بمائه وهوائه ووجوه الناس، يعني هل الكتابة هي نوع من التعويض عن الخسران؟ أم هي بتمثل جسر خفي للعودة إلى ذلك الماضي اللي يبدو أنت مسكون بالكتير من الحنين إليه؟

جوزيف حرب: بتصور أنه الكتابة حالة تحرير للمكان وللزمان يعني زمن الكتابة غير الزمن الطبيعي اللي منعيشه، والمكان جوات الكتابة غير المكان خارج الكتابة، ورغم التواصل القائم بيناتن وإنما في أمر عند الإنسان بتصوّره بعده لليوم صحيح: أنه الإنسان وهوّ طفل ليوصل لبدايات المعرفة العقلية، بكون عم بعيش فترة المعرفة الحسية اللي بيتلقّى الأمور عبر حواسهّ وبيكون في عنده نوع من مساحة زمنية إلى حد ما، يعني كل اللي حواليه عندن استعداد يعملوله اللي بيريده، وهوّه يعني مَنّو مأسور أو ممنوع عليه يعمل اللي بدّه ايّاه، فهاي المرحلة بعتقد هيه المرحلة الوحيدة اللي بيعيش فيها الإنسان حر، فمن هون الكتابة عن هالمرحلة هاي، كتابة عن مرحلة الحرية اللي فيها نوع من أسئلة كتيرة، أسئلة إلها شكل الفطرة الأولى الحس البدائي بالأشياء لعند آخر طفل بده يخلق هلأ تطليعه أسئلته بالبداية، هي تطليعة وأسئلة أول طفل خلق على الأرض، الأشياء ما تغيّرت إطلاقاً، طبعاً يعني بعد هالحالة هيدي رح تكون المعرفة أسرع حسب تطور العصور والعلوم والمجتمعات وإنما هيك الفجاءات الأولى هي ذاتها من أول طفل لآخر طفل فأنا يعني بهذا الديوان عشت هذه الفجاءات الأولى لأتمنى من بعد ما كتبتها أنه على الشعراء شويّ يرجعوا للخصوصية اللي بيتمتع فيها كل شاعر واللي مرتبطة بنمط كتير كبير من حياته اللي عم يمتصها كان يومياً عبر الصورة عبر الأحاسيس عبر الحزن عبر الفرح، يعني عبر كل هذا التنوع المتناقض ليعطي نصه الخاص اللي هوه الوحيد اللي بينقذه إذا عنده رغبه يكون عام.

أحمد الزين: جميل جداً، كمان أستاذ جوزيف يستشف الواحد من خلال قراءته لمعظم أعمالك نوعاً من الشجن، وشجن مبكر يبدو كان عندك، حزن هيك خفي من أين جاء هذا الحزن يعني؟

جوزيف حرب: بتصوّر الطبيعة اللي عشت فيها يعني رغم توالي الفصول يعني عندك ربيع وعندك صيف وعندك يعني كانت طبيعة كتير كتير إلى حد ما، قاسية أنا عشت طفولة بمكان الوعر فيه كان هيك متل ..متل الناس اللي جايين من .. من صخور منحوته يعني من خيالات شجر كتير عالي، من في لأشكال يعني الشمس ما بتقدر ترسمن إلا بنوع من رهبة كاملة وبهالمكان كان فيه عمق كتير كبير يعني وكان إلى حد ما صوت الريح يعني مرقت الغيم يعني طبيعة الشجر القليل اللي كان موجود وبيلفتك الشجر كتير وقت اللي بيكون وحيد أكثر مما بتلفتك الغابة يعني. بالإضافة لهيك إنه هذا المكان عشنا فيه كانت أمي مريضة، أكتر من هيك أنه هذا المكان تركته لكون داخلي بدير للراهبات بعيد عن جو البيت، بعيد عن هذا المكان اللي بتطلع فيه وبتسأل وما فيه لحظة من اللحظات إلا ما بتحس وكأنك

أحمد الزين: أنت كنت داخلي في الدير؟

جوزيف حرب: ايه كنت داخلي بالدير -بتحس بكل اللحظات وكأنك يعني العلاقة بينك وبين الأشياء مثل علاقة الريح بالغيم، يعني دائماً عم تتغير أشكالك دائماً الأمور بتلاقيها بشكل بعد شوي بتاخد شكل آخر بطريقة لا متناهية، فهذا البعد وهذا الإحساس بعملية الوعر الغميق وعدم الرضى أنه يكون في عندك مثل ما بقولوا أتراب في المدرسة يعني أصدقاء

أحمد الزين: ولّد هذا الشي؟ .. الشاعر

جوزيف حرب: وقلّة يعني العِيَل لأنه المكان كان كم بيت، يعني بيي كان رئيس مغفر في مكان بيوته كتير صغيره خلق فيك نوع من الإحساس بالعلاقة مع الأشياء مثل كأنك عم تطلع من مقْصَبِيّة من النهر وعم تتحول لناي مع الوقت أكثر ما عم تتحول لمطلق أي نغم آخر فرح.

أحمد الزين: يبدو ذاكرة الدير عندك هيك راخيه ظلال ثقيلة، إلى حد تقول بالإهداء إنه أكثر ما أفرحني هو عندما تركت الدير أو المدرسة، وأكثر ما أحزنني عندما افتقدت أو فقدت من أرسلني وتعني الوالدين.

جوزيف حرب: يعني أنا كتير انبسطت أنه يعني ما عدت روح على المدرسة، هلأ مبسوط كمان إني ما.. ومنّي مزوّج لأنجبر أبعث أولادي على المدرسة كمان..

أحمد الزين: هذا هو السبب؟

جوزيف حرب: لأ، وإنما أتصور حالك إنه أنت موجود في غرفة فيها طبشور وفيها لوح كطفل فيها معلمة يعني من شروط وجودها إنه ما تكون بديل عن أم، ما تنسيك جوّ هداك الفيّ الرقيق اللي بتعطيه الأمومة بالبيت..

أحمد الزين: الحنية.

جوزيف حرب: ايه، فالمعلمة شويّ قاسية وفيه مسطرة وفيه دفاتر وفيه كتب، وفيه شباك برات الشباك فيه شجر وعصافير وهوا وألوان جميلة، فمن المستحيل أنك ما تتصور أن هذه الغرفة مانْها حبس، ومن المستحيل ما تتصور أنه هاي المعلمة مانْها سجان، ومن المستحيل ما تتصور أن الحرية برّى يعني، فهذا الجو لسوء الحظ يعني ربما تكون تغيرت الأمور بالمدارس، هذا الجو أعطاني نوع من الإحساس بعدم الرغبة بحب الدير، مش كدير أنا وصفت الدير وكأنه مكان لحب هيك شفّاف بهي جميل جداً، لنوع من حس صوفي عميق، منّه مطرح ليتعلموا التلاميذ وساعة طبشور ولبيط، وكاحله مضروب الواحد وثيابه موسخين وبالصف عم بيدق قلبه أي ساعة بدّه يفتح إيده.

أحمد الزين: يجي دوره بالخبيط.

جوزيف حرب: يجي دوره بالخبيط، وما بشوف يعني ما بيطلع إلى عالم كتير كبير بالحيط قد ما بوقفوه عليه، يعني بيطلع بيفهم بالكلس بيفهم بالعمار، يعني قصة ما حبيت المدرسة ببساطة يمكن لهالأسباب، وإنما السبب الأعمق هو البعد عن أمي.

أحمد الزين: ربما، يعني أيضاً الواحد يستشف عندك كأنك عشت نوع من القسوة الأخرى ربما هناك نوع من الفقر، إذا صح التعبير ورغم ذلك نوع هناك نوع من الحنين دائماً عندك للعودة إلى ذلك الماضي وكأنه قسوة الماضي هي أكثر هناءة مما يمكن من رخاء اليوم؟

جوزيف حرب: مش قسوة الماضي، البطولة اللي واجهت هذه القسوة، يعني فعلاً نحنا عشنا بفقر يمكن يكون كبير، يعني أنا بتصور وقت اللي بنقعد لحتّى ناكل أمي يعني تتصرف وكأنها شبعانة، حتى إذا خلصنا الأكل وبقي شيء على الطبق تاكل إذا ما بقي شيء يعني ما تاكل..

أحمد الزين: حاكي عنها بقصيدة.

جوزيف حرب: ايه صحيح هذا يعني هيدي صور بترسخ بالذاكرة بحس شعري غريب لهالسبب من المستحيل أنها تنمحى، يعني كل شيء يأخذ بالذاكرة ظلاله الشعرية لا يمحى إطلاقاً، فهيدي القسوة واجهها أب قوي حنون كتير عاطفته يعني حوّلته لإنسان هيك وكأنه طير من البجع حامل يعني صغاره على جوانحه وطاير لبحيرة ما، يعني إيمتى بيوصلها أديش فيها ميّ، هي مكان لإقامة طويلة أو شوية راحة لسفر جديد عبر الفقر، يعني ما يعرف وإنما يعني ضمن إطار هذا الجو كان جو جميل مش لأني أرجع أعيش الفقر، كان جو جميل لأرجع لاقي اللي واجهوا الفقر كرمالي أنا بالطريقة اللي واجه فيها بيي وأمي.

جوزيف حرب: أميرةٌ هذه الصحراء مقلتها رهبان دير أضاؤوا الشمع ذات مساء لها جواري نخيل شرفة خضراء وخيمة ومرايا فضة من ماء قوامها حفُّ بِلَّورٍ ويحرسها رملٌ طويل له كوفية حمراء تسير حتى أرى الصحراء قافلتي والرمل يمنعني من رؤية الصحراء. أفضل شجرتي العارية على غابة الآخر

أحمد الزين: أستاذ جوزيف، يعني هناك دفق نحكي شوية شعر، دفق من الغنائية في قصيدة جوزيف حرب، وهناك من يقول أنه ربما الغنائية في القصيدة تخفف من صفوتها ومن تألقها شو رأيك بهالقول؟

جوزيف حرب: هذا، هذا رأي مُجرد رأي أنا بتصور أنه يعني ما في رأي بالشعر رأي نهائي أنا بعرف أنه في الدين في أجوبة نهائية انتهى الأمر، هذه الأجوبة ما عاد فيه مجال يعني أنك تطرح أي سؤال عليها لتوصل لجواب أبعد منها أو جواب بديل، وإنما ضمن إطار الشعر هناك أسئلة والأجوبة يعني بتضمحل بسرعة لحتى تحل مطرحها أسئلة جديدة، نحن يعني شعوب بعدنا لحديت اليوم عبر كل أنماط الحياة وأنماط العواطف وأنماط العلاقة بالداخل وبالخارج يعني منتمتع بنوع من الحس الغنائي كتير عميق، فليش بدّي زوّر حالي، منّي مضطر أكون الآخر، هيدي بتطرح إشكالية إنه أنت عندك رغبة تكون ظل الآخر أو أنك تكون..

أحمد الزين: نفسك.الشاعر

جوزيف حرب: شجرتك، في فرق بين أنك تكون أنت شجرة حالك أو أنك تكون ظل الآخر، فأنا أفضل أن أكون شجرتي حتى لو كانت عارية ما أني أكون ظل الآخر حتى لو كان هيك جميل وناعم ووارف كل شيء في، لأ فيعني هيدا الأمر هالفيض من الغنائية نحن بعدنا ناس نحس بأعماقنا باحتفالية الأحزان باحتفالية الأعماق بنظرتها للحياة للكون للوجود للمجتمع، بعد في عنّا نوع من الإحساس بيعني احتفالية القضايا الإنسانية الكبرى، الاحتفالية بالحس الوطني بالحس الإنساني العميق، فهيدي الاحتفالية من طبيعة الأمر بتنعكس على الشعر، اللي خرجوا عن هذا الأمر بعتقد أوجدوا نوعاً من بدائل جميلة جداً ومتطورة جداً، وفيها نوع من الشعرية يعني عميقة كتير بأماكن أخرى.

أحمد الزين: بمعنى أماكن أخرى وين يعني؟

جوزيف حرب: أماكن أخرى بالأماكن اللي انوجدت فيها كمجتمعات عندها القدرة تنتج هذه الجمالية وهاي الفنية نحن ما لازم..

أحمد الزين: يعني الحداثيين بما معناه كانوا يقلدوا الآخرين بتقديرك؟

جوزيف حرب: فيه جزء من التقليد فيه جزء من التماهي فيه جزء من الظلال، وإنما من المستحيل أنك تكون الآخر عندما يكون الآخر هو المنتج وليس فيك إلا أن تكون مُستهلكاً لهذا الآخر، هذا الأمر ما فيه حالة مساواة ما فيه حالة توازي ما فيه حالة تكافؤ، فضمن إطار هذا الجو ما ممنوع عليك بس كتير ..وإنما كتير ضروري إنك تنفتح على كل هذه الرياح..

أحمد الزين: بهالتجارب.

جوزيف حرب: تتأثر فيها في سبيل أن تغني الخصوصية اللي أنت تتمتع فيها، يعني ما فيه شيء مغلق، المغلق هو الذي لم تصل إليه بعد، الأسرار يعني أنت بحاجة لكشف، وإنما هذه الطريق لتصل إلى هناك يجب أن تكون غنية ومتنوعة وعميقة ومتعبة، وأنا بين أن أعبر الجسر أو أن أعبر الهاوية أفضل عبور الهاوية.

أحمد الزين: كأنك لا تستطيع حذف أو إضافة كلمة واحدة مع جوزيف حرب، فمثلما يفيض بنصه الشعري يفيض بأجوبته التي تأتي على قدر من التشكيل الصوري الممسوك بمنطق ولغة خاصة، هو بكل أحواله خاص جداً وغني بمداركه مثقفاً وشاعراً، وسوف نتعرف أكثر على عالمه هذا في حلقة قادمة، وعلى تجربته التي تقاطعت بجزء يسير منها مع تجربة نادرة وخلاقه هي تجربة السيدة فيروز وزياد الرحباني.

جوزيف حرب: بعد (سِتَّعْشَرْ) سنة من غيبتها تحت هاك السرو حدّ كنسيتها فاتت علينا لابسة تنورتها وراحت فيها وعراسها منديلها وبأيدها عكازتها صورتها على الحيط بعدها معلقة وتحتا مسبحة وكرستها وقت اللي شفناها اعتقدنا نازلة من صورتها

أحمد الزين: عادةً يضيّف الشعراء قصيدة لزائريهم لكن جوزيف حرب يضيّف من شعر لكثرة ما تعتق في باله يحمل على نشوة كنبيذ دير منسي. وشأنه مع اللغة كشكل التشكيلي يؤلف ملاحم من الزيتيات كشتاء طويل وظلال خواطر ووجوه في مائياته كنسيم الصيف. وحينما يحتدم الشوق ينحت من حجارة العزلة وسؤال الوجود ليؤلف منازل للشعر والحب في صقيع العالم ولمقام المتصوف تحت شجر النسيان

وفي حالات الوجد العالي يسلم نفسه للكلام كطير استسلم لعاصفة، كتب الكثير من الأعمال الدرامية للإذاعة والتلفزيون ولكنه أجمل ما كتب هي تلك الأعمال الشعرية في فصيحها والمحكي منها والتي غنت منها السيدة فيروز ودخلت الوجدان على مقام شجن عالٍ كالغيمة.

أحمد الزين: جوزيف حرب بيكتب بالعامية يعني باللغة المحكية، وبتكتب أيضاً باللغة الفصحى، يعني أولاً كيف بدأت الكتابة؟ بلّشت بالمحكية أم بالفصحى؟ ثم أين تجد نفسك هيك متصالح أكثر من الكلمة مع اللغة في الفصحى أم في العامية؟

جوزيف حرب: أنا بفضل يعني سميها المحكية لأن كونها يعني علاقتها بالفم مقابل أن الفصحى في غالبيتها علاقتها باليد. وإنما هناك تداخل الفصحى تستطيع أن تنتقل إلى الفم يعني نستطيع أن نتكلم الآن فصحى ونستطيع أن نكتب المحكي وإنما أن نكتب المحكية علينا أن نفتش عن محكية أخرى للفم المحكية المكتوبة مصفاة ليست هي المحكية التي يعني نتكلمها. المحكية وجه لدينار. الوجه الآخر هو الفصحى. وإنما قيمة الفصحى بقواعدها وحرية المحكية بأن ليس لها قواعد. وإنما بين أن تكتب بالفصحى وأن تكتب بالمحكية بالنسبة إليّ، عندما يعني أدخل في كتابة المحكية تبتعد الفصحى عني وكأنها لغة أخرى وعندما أكتب في الفصحى تبتعد المحكية عني وكأنها لغة أخرى، أو وجهاً للغة أخرى. بدأت كتابة المحكية بشكل يعني لا أعرف لماذا. هكذا يعني كما يعني يتغير الطقس مثلاً أو تلتقي بأحد الناس أو تقع في صدفة تغير لك مجرى حياتك مثلاً وإنما في نهاية الأمر إذا ما فكرت عميقاً تعتقد وكأنها حالة حتمية لم تصل.

أحمد الزين: إذا لم تكتب العامية أو المحكية بغاية أو على طلب الأغنية للتلحين يعني كحالة كحالة منفردة.

جوزيف حرب: لا، كتبت أذكر أذكر كنت يعني كنت في سن يعني الثامنة عشرة أتصور. عندما أعطيت سعيد عقل ديواناً بالمحكية ليكتب لي مقدمة وكتب هذه المقدمة.

أحمد الزين: لاحظت أنك رجعت تحكي بالفصحى؟ كنت عم تحكي بالعامية بالأول.

جوزيف حرب: ايه ايه..

أحمد الزين: كان عمرك 18 سنة.

جوزيف حرب: وكتب المقدمة ولكن وضع شرطاً بعد كتابته المقدمة أن أطبع هذا الديوان بالحرف اللاتيني فرفضت.

جوزيف حرب: مراية البحر والشمس شربت قهوتا وأقعدت تمشّط شعرها وساعة شفافها تحمّرهم وساعة ترتب كحلتا تا شافتا ريح الشتي اللي ولعت بقلبا غيرتا وصارت بقضبان الهوا والغيم تضرب هالبحر تا كسّرتلا مرايتا.

أحمد الزين: بيته يشبه قصائده في عمق الجماليات والألوان والمعنى. مشهد مفتوح على اللغة والدلالة بريشة فارس غصوب وكانت تلك اللوحات قد تضمنتها أعماله الشعرية، ويتصدر المقام في البيت لوحة للسيدة فيروز بريشة زعل سلوم. وكيف لا؟ ولفيروز مكانة في كل وجدان وبيت ولصوتها مقام فرح وحنين على مر الأيام.

أحمد الزين: أستاذ جوزيف حرب لسنوات طويلة ربما أكثر من عشرين سنة جمعتك علاقة حميمة جداً مع السيدة فيروز وزياد الرحباني يعني أين أصبحت تلك العلاقة؟

جوزيف حرب: يعني في شيء بينحفر فيك متل النحت. فمن طبيعة الأمر يعني بتطلع النتيجة تمثال يعني أو بينرسم فيك مثل الألوان بتطلع النتيجة لوحة. فأنا يعني هيك في قاعة موجودة جُوّى فيها تماثيل ولوحات اسمهم زياد وفيروز هاي بتصورها يعني حالة غنية ما فيك تتعاطى معها بشكل إلا أنك تخاف

أحمد الزين: تخلص؟

جوزيف حرب: مش تخلص تخاف تصاب بفقر تتحول لنوع من حلم يعني، أنه هذا الغنى اللي هوّه أجمل وأرقى وأطيب غنى في الحياة أنك توصل لتشعر فيه أنك بلشت تفتقر له يعني.

أحمد الزين: هيه صارت على شيء من الفتور هالعلاقة؟

جوزيف حرب: للأ، يعني بتعرف فيه كتير من الظروف فيه كتير من الأسباب في كتير من مقتضيات الحياة، النمط، الوضع اللي بعيشه كل إنسان، التغييرات كتيرة بتطرق على أسباب معينة إن كان بالنسبة لفترة الحرب شيء برات الحرب شي ثاني بفترة المكان القريب شيء بفترة المكان البعيد شيء آخر وإنما..

أحمد الزين: فترة الحرب كانت العلاقة أوطد وأعمق وأكثر حميمية؟

جوزيف حرب: كانت أقرب بكتير كانت نمط من حياة يومية.

أحمد الزين: اللي جمعكم الخوف بتقديرك؟

جوزيف حرب: لأ مش الخوف يمكن الإحساس بالتفكير الواحد بالإحساس الواحد بالمواجهة الوحدة بإلى حد ما التمازج الكتير نبضه قوي إنه إذا كان الواحد اتنين أفضل من أنه يكون واحد، كانت هيك النبع الروحي الأكتر فيض، يعني بالنسبة لإحساسك إنه كتير نقي وكتير صافي إن كان على الصعيد الإنساني أو الوطني أو طبيعة الحياة اليومية أو علاقتك مع الآخر. وبعتقد يعني كانت خسارة لا تعوّض لمشروع الأجيال اللي مرأت قبل هذه الأجيال الموجودة اليوم.

أحمد الزين: تحديداً شو هي الخسارة؟

جوزيف حرب: خسارات كبيرة خسارات على صعيد بناء الوطن بناء المستقبل على صعيد الفنون على صعيد الشارع على صعيد المسرح على صعيد يعني إيجاد صيغة جديدة لبنية جديدة للشخصية اللبنانية، بكيفية علاقتها مع حالها وعلاقتها مع العالم يعني، هذا يعني كان نوع من مشروع انكب عليه غباء وأحقاد وعنصريات واختلافات وصراعات، وكأن يعني مادة نارية ورمّدت كل شيء. واليوم يعني كما يبنى يعني هذا البلد أتصور أنه لو بعد موجود رماد الحرب كان أفضل من أنك تجبل هذا الرماد وتبني فيه هذا البناء هذا البناء غير مستقبلي وغير إنساني وغير قابل لأنك تتنفس فيه كإنسان بدك حرية وبدك ديمقراطية وبدك قدرة على الاستمرار بعلاقتك مع العالم.

أحمد الزين: قبل ما نكمل هذا الموضوع موضوع الخراب اللي هو يبدو يطال العالم العربي وربما العالم كله خلينا بفيروز وشوي بزياد يعني فيروز غنت كتير من شعرك. يعني كيف كان دورها بمشغل الأغنية كانت تتدخل تطلب منك إضافة مقطع حذف مقطع تعديل كلمة أم أن القصيدة تبقى كما هي يعني بالمشغل تلحّن وتنفذها كما هي؟

جوزيف حرب: فيروز بدك تعتبرها كاتب النص الآخر. مرات ربما يكون الأول ومرات ربما يكون المنقح للنص، وهذا ما كتير عليها عبر تمتعها الداخلي يعني بذوق فني كتير عالي وكتير جميل. مع أنه يعني عاشت بين هلالين رائعين جداً هنّه عاصي ومنصور. وفجأة كمان أحيطت بدائرة نارية نورانية سميها متفجرة هي دائرة زياد فعبر هذا التاريخ بين ما هي تمتع من جمالية داخلية بعلاقتها مع النصوص من خلال الصوت من خلال الكلام من خلال اللحن من طبيعة الأمر إنه النص وقت اللي بتقدم لها إياه يعني من المستحيل إنها تغنيه إذا ما كان في عندها رضى كامل، هون بنوصل لإشكالية طبيعة العلاقة بينها وبين زياد بالنسبة لنصوص زياد بالنهاية يعني اكتشفت الست فيروز إنه زياد ككل هيدا هو. وبتصور اكتشافها لهذا الكل هو اللي أنار بقيمة زياد كمان ككل، مش إنه قيمة بجزء وقيمة أقل بجزء آخر. ومرات كتيرة أنا وقت اللي بسمع الكلام اللي بيكتبه زياد وبتفكر فيه مثلاً: أنت الدقّيق أنت الزوّيق. سّمعنا انتهى الأمر، بهالاختصار. أنت دقّيق بالإضافة كونك دقّيق زوّيق، وكونك دقّيق وزوّيق سمّعنا. ما في لزوم للإضافة ولا فيه لزوم لقبل ولا فيه لزوم لبعد، وضمن إطار صيغتها جملتها اللحنية طالعة كتير جميلة. إذا بتفكر بهاي العبارة بتفكّر بعبارات زياد الأخرى كمان أنه دائماً بالآخر في..

أحمد الزين: آخر

جوزيف حرب: فيه آخر، بتشوفها في وقت فراق أصعب ما فيه بالآخر يعني دائماً بالآخر في آخر. وهذا الآخر مش حي الله آخر يعني آخر اسمه الفراق. هذا الفراق بعتقد صيغة هذه الجمل عند زياد فيها نوع من البراعة الرائعة قبل ما توصل لعملية اللحن هلأ ضمن إطار بقية المفردات يعني إلها حق الست فيروز يسمحوا لها كل المعجبين فيها بالحس هيك الجميل المتماهي يعني مع صور المرأة الرؤيا أنه تنزل نتفة صغيرة على الشارع على الحياة وتحس بهاي الأمور

أحمد الزين: الحياة، يعني من إطار الأيقونة إلى

جوزيف حرب: إيه من إطار الأيقونة يعني اللي هيك اللي كتير أرستقراطية للأيقونة الشعبية.

جوزيف حرب: تكتسي قامتك الآن خريفاً فيه أعياد نبيذ لا عنب أنت عندي الآن ناي بعدما كنت قصب أجمل الحكمة في الفضة من طيش الذهب آه ما أجملك الآن بأوراق حفيفك كل ما قد شع من صيف على حد سيوفك ليس أبهى من يمامات خريفك (مقطع من أغنية لفيروز)

أحمد الزين: يا ريت منن مديتن أيديّ وسرقتك لأنك إلن رجعتن إيديّ وتركتك ماذا حقق لك هذا الندم المؤلم سوى تلك الأغنية؟

جوزيف حرب: يعني الأغنية وكأنها يعني إنه مثل على رأي عمر أبو ريشة أنا ما بدي إياكي تتغيري فتحجري يعني هذا الشكل الموجود فيكي من كثر ما خوفي عليه أنه يتغير يكبر يشيخ أفضل أنه يتحجر يأخذ إطار التمثال يشتغلو النحت يشتغلو الأزميل

أحمد الزين: بتأبد كما هو

جوزيف حرب: يتأبد كما هو، فعادة تأبدت هذه الحالة ضمن إطار طبيعي المطلق للأغنية. وبعتقد كلنا منحسّها ما في إنسان بيسمع سبب انتشار الغنية إنه كل الناس هنّه اللي شاركوا في كتابة الغنية وإنما بإيدك أنت واللي غنوا الأغنية وإنما بصوت اللي غناها واللي لحنوا الغنية وإنما كمان بإيقاع اللي لحنها.

أحمد الزين: شو المقطع الآخر ذكرنا المقطع الآخر: إذا تركتك ..

جوزيف حرب: صعبه كتير عليي

أحمد الزين: إذا بقيت لقدرانه

جوزيف حرب: ما كتير بذاكرتي..

أحمد الزين: بتتذكرهم كتير.

جوزيف حرب: الشخص اللي انكتب عنه هالنص بذاكرتي أكتر من النص. ما بتذكر خوفاً من تشويع خصوصاً غنيتها الست فيروز أنه تصور أنه كاتب النص يقراه غلط كارثة

أحمد الزين: يعني إلى أي مدى آلمك الحب أو العشق؟

جوزيف حرب: مثل ما آلم الآخرين وما بعتقد أنه دائماً الشعرا بحبوا يميزوا حالهم عن الآخرين بتصوّر إنهم أقل إحساس من الآخرين. يمكن النعمة عندهم إنهم بقدروا يعبروا ويمكن هذا التعبير نوع من التخفيف من العذاب وأنا لما بقدر يعبر يعني كيف بحل قصة عذابه وجميل عشق الشعرا بقصائدهم بس يمكن عشقهن بموّت من الضحك.

أحمد الزين: الضحك.

جوزيف حرب: بتصور إيه ما كل هالقد ظابطة معن.

أحمد الزين: طيب عندما هيك تشعر أو تقع في ملمة لمن تلجأ؟

جوزيف حرب: إلى الوحدة.

أحمد الزين: إلى الوحدة.

جوزيف حرب: ما بعود بحب شوف حدا إطلاقاً.

أحمد الزين: وهاي عم تحدث غالباً معك؟

جوزيف حرب: تحدث طبعاً يعني ربما يكون آخر حالة منها أمر هيك صحي يعني وصلني لشكل شبح إلى حد ما، هلأ لأ يعني شوي الواحد أفضل وأمر حدث عنا بالبيت كتير ادّايقت فيه وكتير فقت متل العصفور اللي فات على القرميد وطوّلت العاصفة عليه فحسّ بيأس من إنه يبقى إلو جوانح ويبقى إلو رسم شي على الهوا. فادّايقت كتير وبتصور لو شاركني الآخرون بهذه القصة كنت ادّايقت.

أحمد الزين: أكتر.

جوزيف حرب: أكتر صح أكيد.

أحمد الزين: يعني مثل ما عرفت هيك خلال الحوار قبل ما نقعد قدام الكاميرا أمام نص ملحمي ضخم على ما يبدو حوالي 1600 صفحة..

جوزيف حرب: كارثة قدام نص كارثة اسمه ما بعرف، بعرف أنه..

أحمد الزين: إلى أين تذهب يعني؟

جوزيف حرب: أنا عندي نصوص طويلة وغالبية دواويني هيّ أعمال شعرية منها قصائد يعني متنوعة ومتفرعة ويمكن يجمعها خيط معين ويمكن ما يجمعها ولا أي خيط يعني. وإنما هيدا العمل بلّشت بكتابته من حدود 18سنة، والظاهر إنه كتابة النصوص الطويلة دائماً بتحطّك قدام هاجس الموت إنه يمكن تفلّ قبل ما تكفّي، يمكن لو عندك عشرة أو عشرين قصيدة هيك متفرقة ما بيعطوك هذا الهاجس مع الإحساس بالغياب مثل النص الطويل يعني العمل الشعري الكامل. نوافذ الأمل المغلقة

أحمد الزين: طيب لنعد للقلق تحدثنا عن قلقك الشخصي الذاتي ..يعني نعيش اليوم هيك صورة قاتمة بهذا العالم وكأننا نسير برحلة نحو الهاوية هذا إحساس جماعي لدى العديد من الناس. بتقديرك يعني هل من أمل بالنجاة من هذا الخراب الذي نعيشه؟

جوزيف حرب: أنا دائماً بفكر إنه ليالي هذه الأمة ليالي طويلة جداً، ويعني تعاني من أمر ويعني ينقذها أمر آخر منشان تعرف تتعاطى معه. تعاني من أمر هذا أمر طويل أو ليالي طويلة وينقذها أمر إنه أمة لو بدها تموت كانت ماتت. أنا هذا إحساسي أن هذه الأمة مكتوب عليها ألا تموت مثل ما مكتوب عليها وهي وأن لا تموت أن تعيش ليالي طويلة

أحمد الزين: يعني ما في أمل

جوزيف حرب: هاي كارثة فالخروج يعني دائماً الأمة العربية من الجاهلية لحدية اليوم أروع ما كان فيها تمازجها مع الآخر، علاقة بالحضارات الأخرى يعني من العصر الأموي والفتوح العربية كان أكثر تسامح يعني دخول النموذج العربي على بقية الأعراق بقية الأجناس يعني كمان كان دخول ما دايماً فيك تسميه حالة دموية. وأنا يعني بدّايق يعني كتاب أدونيس يعني رغم قيمته الفنية وربما في تصور ما ربما يكون فيه شيء من الصح أو الغلط إنه تصوير التاريخ العربي على هالقدّ طاقة من المذابح وانتهى الأمر هذا شيء غير جميل. وإنما لا نعترف حقيقة إنه إحنا ناس ليالينا طويلة مكتوب علينا أن لا نموت ونحن بين هذين الأمرين لا نستطيع أن نصل إلى أي صباح وعندما نصل إلى أي صباح نصاب بالعمى. هذا سكر السلطة. لأ يعني وإنما

أحمد الزين: سكرت نوافذ الأمل نهائياً

جوزيف حرب: نوافذ لأنه يعني هناك أمور مش وقت تحكي عنها هناك أمور متداخلة وتدخل بنسيج حياتك هي اللي عم بتأثر على هذا الأمر أنا بعتقد عندما يصل النموذج العربي إلى بناء مجتمع مدني كامل بجميع يعني ركائز هذا المجتمع المدني مع قانون مدني يعني يكون حاجزاً بين روعة الدين وبين استغلال الدين عندئذ مع طبيعة بقية الأمور الأخرى من غير أن ننسى القيمة الإنتاجية التي يعاني من خسارتها يعني هذا الواقع عندما نصل إلى هذه النقطة ربما نبدأ بتلمس يعني..

أحمد الزين: من بتقديرك هل للمثقف دور؟ أو للمفكر دور؟

جوزيف حرب: كل النخب العربية يعني..

أحمد الزين: عليها..

جوزيف حرب: عليها مسؤولية أن تتخلى يعني عن طموحاتها الذاتية وأن تخوض يعني معاركها من موقع المغيّر، المغيّر الواعي والرؤيوي من غير انتظار أذنها لصوت ما من السلطة يأتي في فترة ما في الخفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق