2005-06-17

روافد مع جيزيل خوري عن سمير قصير

إعداد وتقديم

أحمد الزين: ما أحلم به بسيط بساطة الإيمان بالغد، وأهم ما فعلته بيروت هو اختراع الغد العربي ولعل أثمن ما أثبتته بيروت هو أن وجه العروبة لم يعد مرادفاً للعبوس، إنه أجمل انبعاث ممكن لهذه العاصمة التي نخرتها الحرب طويلاً، ولا بأس.. لا بأس إن لم تحتملني، صورة بيروت الحرة أهم بما لا يُقاس من الإذعان لآليات الترهيب والابتزاز، وهل تسألينني إذا كان ما آمنت به ودافعت عنه وكافحت في سبيله قولاً وفعلاً يستحق أن أموت من أجله؟ فهل كنت لأفعل ما فعلته ولأقول ما قلته ولأكتب ما كتبته لو لم يكن يستحق برأيي أن أدفع حياتي ثمناً له؟ اعلمي أنه لا يمكن قطعاً استخدام حرف "لو" عند كتابة التاريخ، أقول لرفاقي: عودوا إلى الشارع لتعودوا إلى الوضوح، وأقول لقاتلي تراكم الأخطاء يقصر المهل، يقصر المهل، سمير قصير من حوار متخيل له مع جمانة حداد في ملحق النهار.صباح الخير يا بيروت، أجمل الحكايات هي حكايات الحب، ودائماً حكايات الحب تكتمل بالفقدان لتصبح أسطورة، ودائماً العشاق تعلو قاماتهم في النهايات صورة على الجدار وتحفر عميقاً في القلب، وأحبتهم في غيابهم يقلّبون صفحات أيامهم على مساء الشرفات، ينثرون ورداً ودمعاً وكلاماً ويزاولون الانتظار.

جيزال خوري: يا ريت ما كنت خارج البيت يعني كنت على القليلة شفته، لأنه نحنا الصبح بالنسبة لإلنا كتير مهم نشرب القهوة سوا بهالمحل، هيدا محله الخاص، هيدا مكتبه، إذا كنت.. يسكر الباب ويختلي، هو نقّى كل شغلة فيه، كتبه اللي كان بفتكر يعني إذا تقاسمني مع حدا وتقاسمني مع كتبه، طاولته اللي هو نقّاها وكرسيه وكنبياته، مطرح ما نحنا منقعد ومنختلي من كل العالم، كنت قلت: يمكن كنا قعدنا الصبح.. يمكن كنت ما بعرف، يمكن كنت نزلت معه مثل ما كنت أنزل كل يوم أنا وإياه، أنا آخذ سيارتي وهو سيارته، بس الحي بيشهد إنه كنا نعبط بعض ونبوس بعض كأننا رايحين يعني وإحنا راح نرجع نلتقى بالليل، فانحرمت حتى من هالشي.

أحمد الزين: كان ليلاً في الضفة الأخرى حيث كانت الزميلة جيزال تتهيأ للعودة إلى سمير بعد زيارتها لأميركا حين وقع في صباح آخر من بيروت انفجار ليس له دويٌّ بل كان له سرعة الخطف ودقة في القصد.

جيزال خوري: كانت أربعة ونص الصبح أو خمسة دقيت خطه مسكر وفي Answer Machinen، فقلت يعني مثل العادة لبنان وقت يصير انفجار تتعطل خطوط التلفون الموبايل خليني احكي البيت، فحكيت البيت جاوبتني البنت اللي عايشة معنا وتخدمنا، لقيت صوتها عم يرجف، قالت لي - رأساً تبرّعت- قالت لي: مدام ما تاكلي همّ، مروان ابني يعني حدّي ورنا مش ببيروت، قلت لها: المستر وين؟ قالت: راح عالشغل، قلت لها: عطيني مروان، فبعد دقيقتين يعني ابني جاوبني عم بيرجف صوته ومش.. مضطرب، قال لي.. قلت له: ليه تنزل وقت يكون انفجار؟ كم مرة بدي أقول لك تبقى بالبيت؟ قال لي: ماما أنت وحدك؟ قلت له: إيه شو يعني؟ بعدني عم قول: لأ مش مضبوط مش هو يعني، مش قادرة فكّر، قلت له: شو يعني عم تكذبوا علي؟ مين في برّه البيت، رنا وين؟ قال لي: لأ ماما، فصرت عيّط عليه، ليش بعده نازل على الانفجار، قال لي: ماما السيارة اللي انفجرت سيارة سمير، قلت له: وإيه وسمير وين؟ نايم؟ قال لي : ماما سمير بالسيارة.

أحمد الزين: لم تكن تريد أن تصدق حين وصلتها الرسالة عبر الهاتف، لكنه هو سمير بقي من أيامه ساعة اليد شاهداً على زمن الحقد، ساعة عربون حب من جيزال.

جيزال خوري: أول شي أنا استغربت أن الساعة تبقى والإنسان ما بيبقى يعني فظيعة، أول شي هيدي الساعة أنا هديته إياها لأنه بتشبه ساعتي هي نفس الماركة، وأنا هي الساعة من وقت ما هداني ياها هو ما تركتها أبداً وما بتركها، وكنا مقررين إنه ساعاتنا بيشبهوا بعض، فهو ما كان يحمل ساعة أبداً أنا وقت تعرفت عليه، بس قرر إنه يقبل هالهدية لأنه فيها شي مني، لأنه بتشبه ساعتي لأنه ببين إنه نحن سوا للأبد، وبقيت يمكن لأنه رح نبقى للأبد حتى لو هو محل تاني.

حنا قصير (والد سمير): لسوء الحظ سمعت صوت الانفجار كنت عند بيت أخي هون بالمنطقة، قلت له: انفجار؟ قال لي: لا.. ما شي هيدي بكل سخرية، طلعت رايح عالفرمشية اللي حدنا، قبل الفرمشية بعشر أمتار في مجموعة رجال أصحاب المحلات واقفين بس في بوجهن شي يعني، سمعت كلمة جيزال خوري، وقفت أنا قلت: شو في؟ قلت له: شو في؟ سمير قصير بو شي، قال: ليش شو دخلك أنت؟ قلت له: أنا أبوه، قالوا لي: مات.

أحمد الزين: كنت كلما رأيت بريق عينيك أمتلئ بالأمل وكلما خطرت ببالي ابتسامتك ينكسر خيط من دخان تبغك فوق سطر الكلام، ويصير سطر حبرك سرباً من حمام يحوم في فضاء بيروت، وسطر آخر يصير قامة تشبه قامتك تخطر في الشارع تمشي على الخطر، تمشي على حافة ظلها، وحين فاض حبرك بالجرأة بالبوح صار ظلك صورة على الجدار، صار نص المدينة الأخير آخر الوصايا في أسفارك وأول الكلام في كتاب لم تبدأ به بعد.حنا قصير (والد سمير): أنا وأمه نقوله: يا سمير لهجتك قوية خفف خفّف اللهجة، ما في لزوم فينك تعبر عن آراءك بشكل يعني فيه شوية ليونة يعني ما تكون يعني تحطم تكسر، يعني تطلع أكتر من اللزوم عن الخط الأحمر ولكن عبس ما يرد.

أحمد الزين: لكأنه قدرك أن تبدأ من حيث لا يمكن أن تعود، لكأنه قدرك ألا تهادن أو تمارس على الذات نوعاً من الرقابة أو تعرف سقفاً للجرأة، أو أن تمشي على حافة الخطر وليس فيه وليس نحوه أو أن تكتب مثلاً بالاستعارة وتوقع بالاستعارة، ولكن هذا أنت، ما تفكر به، ما تراه، ما تقرأه في مرآة الواقع تكتبه مثلما يفترض أن يكون المثقف، هذا أنت وهكذا رأيت أن تكون واضحاً كما حلمك، كما عشقك.

إلياس خوري: هو أحد الكتاب الصحفيين اللي مثلوا جرأة نادرة في الصحافة اللبنانية والعربية واللي ما اكتفوا بالأسلوب التقليدي اللي للأسف ساد بالصحافة العربية اللي هي إنك أنت ما بتسمي الأشياء بأسمائها تحكي بشكل عام ومعمي، كأن الصحفي يخاطب الرقيب ما يخاطب القارئ، سمير كان من القليل اللي كسروا هذا الجدار ورجّعوا للكتابة اليومية الصحفية أهميتها بأنها هي مخاطبة للقارئ، مخاطبة لعقل القارئ، ولوجدان القارئ، ولقلب القارئ، بس ما كانت يأس، كانت كتابة أمل، ويمكن يمكن بالأخير القاتل كان بدّه يقتل الأمل، كان بدّه يقتل لحظة الفرح الكبرى اللي صنعتها انتفاضة الاستقلال وصنعتها ساحة الشهداء، اللي نحن هلأ صرنا نسميها ساحة الحرية ويعطينا نموذج كيف ممكن بأي لحظة هذا الاندفاع والتدفق والذكاء والجمال ينهار ويصير جسداً مرمياً بقلب سيارة لأنه فخخها بقنبلة؟عمر اميرلاي: الرصاصة اللي وُجهت له لا بد إنها ارتدت علينا كلياتنا يعني، وقتلت شيء منا يعني هذا يخلينا نتأمل ونفكر وبنفس الوقت نلمس حقيقة جديدة أن الثقافة لعبة خطرة، لعبة جدية، والفكر..

أحمد الزين: مش متعة فقط.عمر اميرلاي: منها متعة ولا هي شيء كمالي بالحياة، أصبحت بمجتمعنا اليوم الكلمة فعلاً رصاصة تعادل الرصاصة، عندما تصيب الحقيقة، تصيب الظالم، تصيب الطاغي، تصيب الشرير في مجتمعنا.

أحمد الزين: كان الدوي خافتاً وخاطفاً حين خرجت من صورتك إلى صورتك، من صورتك العالقة بشهوة الحياة إلى صورتك على جدار المدينة تتأمل صامتاً حلمك في وجوه الناس وفي عيون عاشقتك التي حتى لو خبّأتك في ثنايا عمرها وفضت أكثر بالاشتهاء والكتابة.

جيزال خوري: هو ما بيخاف يعني.. الفترة الأخيرة كان متفائل كتير، إنه بتذكر وإحنا مسافرين سوا على البحر الميت، قال لي: شوفي كيف أنا بالمطار حر!! ما في حدا عم بيدقق بجواز سفري، الناس عم تستقبلني كبطل، طبعاً سمّى أسماء ما بدي سميها، مش موجودين أحلى شي بالدينا، ليكي شو حر.

أحمد الزين: ما أحلم به بسيط بساطة الإيمان بالغد، وأهم ما فعلته بيروت هو اختراع الغد العربي ولعل أثمن ما أثبتته بيروت هو أن وجه العروبة لم يعد مرادفاً للعبوس، إنه أجمل انبعاث ممكن لهذه العاصمة التي نخرتها الحرب طويلاً، ولا بأس.. لا بأس إن لم تحتملني، صورة بيروت الحرة أهم بما لا يُقاس من الإذعان لآليات الترهيب والابتزاز، وهل تسألينني إذا كان ما آمنت به ودافعت عنه وكافحت في سبيله قولاً وفعلاً يستحق أن أموت من أجله؟ فهل كنت لأفعل ما فعلته ولأقول ما قلته ولأكتب ما كتبته لو لم يكن يستحق برأيي أن أدفع حياتي ثمناً له؟ اعلمي أنه لا يمكن قطعاً استخدام حرف "لو" عند كتابة التاريخ، أقول لرفاقي:

>عودوا إلى الشارع لتعودوا إلى الوضوح، وأقول لقاتلي تراكم الأخطاء يقصر المهل، يقصر المهل، سمير قصير من حوار متخيل له مع جمانة حداد في ملحق النهار. صباح الخير يا بيروت، أجمل الحكايات هي حكايات الحب، ودائماً حكايات الحب تكتمل بالفقدان لتصبح أسطورة، ودائماً العشاق تعلو قاماتهم في النهايات صورة على الجدار وتحفر عميقاً في القلب، وأحبتهم في غيابهم يقلّبون صفحات أيامهم على مساء الشرفات، ينثرون ورداً ودمعاً وكلاماً ويزاولون الانتظار.

جيزال خوري: يا ريت ما كنت خارج البيت يعني كنت على القليلة شفته، لأنه نحنا الصبح بالنسبة لإلنا كتير مهم نشرب القهوة سوا بهالمحل، هيدا محله الخاص، هيدا مكتبه، إذا كنت.. يسكر الباب ويختلي، هو نقّى كل شغلة فيه، كتبه اللي كان بفتكر يعني إذا تقاسمني مع حدا وتقاسمني مع كتبه، طاولته اللي هو نقّاها وكرسيه وكنبياته، مطرح ما نحنا منقعد ومنختلي من كل العالم، كنت قلت: يمكن كنا قعدنا الصبح.. يمكن كنت ما بعرف، يمكن كنت نزلت معه مثل ما كنت أنزل كل يوم أنا وإياه، أنا آخذ سيارتي وهو سيارته، بس الحي بيشهد إنه كنا نعبط بعض ونبوس بعض كأننا رايحين يعني وإحنا راح نرجع نلتقى بالليل، فانحرمت حتى من هالشي.

أحمد الزين: كان ليلاً في الضفة الأخرى حيث كانت الزميلة جيزال تتهيأ للعودة إلى سمير بعد زيارتها لأميركا حين وقع في صباح آخر من بيروت انفجار ليس له دويٌّ بل كان له سرعة الخطف ودقة في القصد.

جيزال خوري: كانت أربعة ونص الصبح أو خمسة دقيت خطه مسكر وفي Answer Machine، فقلت يعني مثل العادة لبنان وقت يصير انفجار تتعطل خطوط التلفون الموبايل خليني احكي البيت، فحكيت البيت جاوبتني البنت اللي عايشة معنا وتخدمنا، لقيت صوتها عم يرجف، قالت لي - رأساً تبرّعت- قالت لي: مدام ما تاكلي همّ، مروان ابني يعني حدّي ورنا مش ببيروت، قلت لها: المستر وين؟ قالت: راح عالشغل، قلت لها: عطيني مروان، فبعد دقيقتين يعني ابني جاوبني عم بيرجف صوته ومش.. مضطرب، قال لي.. قلت له: ليه تنزل وقت يكون انفجار؟ كم مرة بدي أقول لك تبقى بالبيت؟ قال لي: ماما أنت وحدك؟ قلت له: إيه شو يعني؟ بعدني عم قول: لأ مش مضبوط مش هو يعني، مش قادرة فكّر، قلت له: شو يعني عم تكذبوا علي؟ مين في برّه البيت، رنا وين؟ قال لي: لأ ماما، فصرت عيّط عليه، ليش بعده نازل على الانفجار، قال لي: ماما السيارة اللي انفجرت سيارة سمير، قلت له: وإيه وسمير وين؟ نايم؟ قال لي : ماما سمير بالسيارة.

أحمد الزين: لم تكن تريد أن تصدق حين وصلتها الرسالة عبر الهاتف، لكنه هو سمير بقي من أيامه ساعة اليد شاهداً على زمن الحقد، ساعة عربون حب من جيزال.

جيزال خوري: أول شي أنا استغربت أن الساعة تبقى والإنسان ما بيبقى يعني فظيعة، أول شي هيدي الساعة أنا هديته إياها لأنه بتشبه ساعتي هي نفس الماركة، وأنا هي الساعة من وقت ما هداني ياها هو ما تركتها أبداً وما بتركها، وكنا مقررين إنه ساعاتنا بيشبهوا بعض، فهو ما كان يحمل ساعة أبداً أنا وقت تعرفت عليه، بس قرر إنه يقبل هالهدية لأنه فيها شي مني، لأنه بتشبه ساعتي لأنه ببين إنه نحن سوا للأبد، وبقيت يمكن لأنه رح نبقى للأبد حتى لو هو محل تاني.

حنا قصير (والد سمير): لسوء الحظ سمعت صوت الانفجار كنت عند بيت أخي هون بالمنطقة، قلت له: انفجار؟ قال لي: لا.. ما شي هيدي بكل سخرية، طلعت رايح عالفرمشية اللي حدنا، قبل الفرمشية بعشر أمتار في مجموعة رجال أصحاب المحلات واقفين بس في بوجهن شي يعني، سمعت كلمة جيزال خوري، وقفت أنا قلت: شو في؟ قلت له: شو في؟ سمير قصير بو شي، قال: ليش شو دخلك أنت؟ قلت له: أنا أبوه، قالوا لي: مات.

أحمد الزين: كنت كلما رأيت بريق عينيك أمتلئ بالأمل وكلما خطرت ببالي ابتسامتك ينكسر خيط من دخان تبغك فوق سطر الكلام، ويصير سطر حبرك سرباً من حمام يحوم في فضاء بيروت، وسطر آخر يصير قامة تشبه قامتك تخطر في الشارع تمشي على الخطر، تمشي على حافة ظلها، وحين فاض حبرك بالجرأة بالبوح صار ظلك صورة على الجدار، صار نص المدينة الأخير آخر الوصايا في أسفارك وأول الكلام في كتاب لم تبدأ به بعد.حنا قصير (والد سمير): أنا وأمه نقوله: يا سمير لهجتك قوية خفف خفّف اللهجة، ما في لزوم فينك تعبر عن آراءك بشكل يعني فيه شوية ليونة يعني ما تكون يعني تحطم تكسر، يعني تطلع أكتر من اللزوم عن الخط الأحمر ولكن عبس ما يرد.

أحمد الزين: لكأنه قدرك أن تبدأ من حيث لا يمكن أن تعود، لكأنه قدرك ألا تهادن أو تمارس على الذات نوعاً من الرقابة أو تعرف سقفاً للجرأة، أو أن تمشي على حافة الخطر وليس فيه وليس نحوه أو أن تكتب مثلاً بالاستعارة وتوقع بالاستعارة، ولكن هذا أنت، ما تفكر به، ما تراه، ما تقرأه في مرآة الواقع تكتبه مثلما يفترض أن يكون المثقف، هذا أنت وهكذا رأيت أن تكون واضحاً كما حلمك، كما عشقك.

إلياس خوري: هو أحد الكتاب الصحفيين اللي مثلوا جرأة نادرة في الصحافة اللبنانية والعربية واللي ما اكتفوا بالأسلوب التقليدي اللي للأسف ساد بالصحافة العربية اللي هي إنك أنت ما بتسمي الأشياء بأسمائها تحكي بشكل عام ومعمي، كأن الصحفي يخاطب الرقيب ما يخاطب القارئ، سمير كان من القليل اللي كسروا هذا الجدار ورجّعوا للكتابة اليومية الصحفية أهميتها بأنها هي مخاطبة للقارئ، مخاطبة لعقل القارئ، ولوجدان القارئ، ولقلب القارئ، بس ما كانت يأس، كانت كتابة أمل، ويمكن يمكن بالأخير القاتل كان بدّه يقتل الأمل، كان بدّه يقتل لحظة الفرح الكبرى اللي صنعتها انتفاضة الاستقلال وصنعتها ساحة الشهداء، اللي نحن هلأ صرنا نسميها ساحة الحرية ويعطينا نموذج كيف ممكن بأي لحظة هذا الاندفاع والتدفق والذكاء والجمال ينهار ويصير جسداً مرمياً بقلب سيارة لأنه فخخها بقنبلة؟عمر اميرلاي: الرصاصة اللي وُجهت له لا بد إنها ارتدت علينا كلياتنا يعني، وقتلت شيء منا يعني هذا يخلينا نتأمل ونفكر وبنفس الوقت نلمس حقيقة جديدة أن الثقافة لعبة خطرة، لعبة جدية، والفكر..

أحمد الزين: مش متعة فقط.عمر اميرلاي: منها متعة ولا هي شيء كمالي بالحياة، أصبحت بمجتمعنا اليوم الكلمة فعلاً رصاصة تعادل الرصاصة، عندما تصيب الحقيقة، تصيب الظالم، تصيب الطاغي، تصيب الشرير في مجتمعنا.

أحمد الزين: كان الدوي خافتاً وخاطفاً حين خرجت من صورتك إلى صورتك، من صورتك العالقة بشهوة الحياة إلى صورتك على جدار المدينة تتأمل صامتاً حلمك في وجوه الناس وفي عيون عاشقتك التي حتى لو خبّأتك في ثنايا عمرها وفضت أكثر بالاشتهاء والكتابة.

جيزال خوري: هو ما بيخاف يعني.. الفترة الأخيرة كان متفائل كتير، إنه بتذكر وإحنا مسافرين سوا على البحر الميت، قال لي: شوفي كيف أنا بالمطار حر!! ما في حدا عم بيدقق بجواز سفري، الناس عم تستقبلني كبطل، طبعاً سمّى أسماء ما بدي سميها، مش موجودين أحلى شي بالدينا، ليكي شو حر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق