2007-11-02

روافد مع الفنان التشكيلي أمين الباشا

إعداد وتقديم

أحمد الزين: هناك بعض الفنانين تبقى ملامحهم غامضة وشخصيتهم عسيرة على الفهم، حتى لو جالستهم وأقمت حواراً وحاولت في السؤال الدخول إلى عالمهم، هم هكذا يبدون على شيء من الطيبة والعفوية والغموض، ولا تدري إذا كانت أبوابهم موصدة أو مشرعة، ولا تعرف إذا كانت بساطتهم المعلنة هي تجلي لعمق في النفس أو سلوك حياة، أو أنهم بكل بساطة هم هكذا على هذا القدر من الحضور العفوي، ولكن حين تشاهد أعمالهم وتقلب في صفحاتهم وأحوالهم وأيامهم تمسك طرف خيط يأخذك إلى الجوهر.

هذا البيروتي العتيق لكي تعرفه لا يكفي أن تشاركه قهوة الصباح في المقهى البحري الذي يعشق، عليك أن تذهب إلى حيث يقيم إلى عالمه إلى فضاءه الحميم إلى محترفه حيث وزع عمره في آلاف اللوحات، هو في الواقع يسكن في مدينتين ويقيم في اللوحة، يسكن محترفين ويقيم في ظل اللهو يتماهى مع تشكيلاته على الورق مع مائياته وصوره وخيالاته، تلتقيه في باريس على صيف ممطر فيحدثك عن بداياته هناك سنة 1958 طالباً، ويطصحبك في الشوارع إلى المقهى.. المقهى جزء أساسي من حياته ثم يأخذك إلى محترفه الثاني، أو تلتقيه في بيروت حيث ينعقد العمر على بحر وزرقة وذكريات وطفولة.

هل حاولت أن ترسم أجواء الحرب؟

أحمد الزين: طيب نحنا هيك عملنا كم جولة بين باريس وبيروت في بعض مقاهي بيروت، تحدثنا شوي عن الطفولة وتحدثنا شوي عن باريس وشوي عن بيروت، وتلمست وأنت عم تحكي مبارح عن بيروت هيك شوي من التحسر على المدينة اللي خُلقت فيها ليش هالحسرة؟ شو مبعثها؟

أمين الباشا: يمكن التحسر على يعني أنه أنا أعطي قيمة لكل مرحلة من عمري، يعني لا أتحسر على ماضي لأن الماضي كان جميل والحاضر كذلك، ببقى عم بحكي عن المستوى الشخصي جداً، بس إذا حكينا على مستوى البلد بفتكر أنه نحن عشنا بالحروب وبعدنا عايشين بالحروب، بس كان عملي دائماً دون قصد هو لمحاربة الحروب بالنظام الفني اللي عندي، عملي الفني ما بيمثل الحاضر اللي هو عاطل، يعني لما أقول الحاضر يعني مش اليوم يعني من 30 سنة لليوم.

أحمد الزين: ما حاولت ترسم أنت أجواء الحرب؟ يعني أنا ما شفت ببعض ما شفته يبدو أنت كنت تهرب من فكرة الحرب وتلجأ إلى عالم هيك في عالمك في خصوصيتك في الطفل في العصفور في الوردة.

أمين الباشا: صحيح، بس أنه أنا أول من رسم الحرب في لبنان، بس الحرب مش على الطريقة اللبنانية، كنت أرفض أنه.. يعني مثلاً بلشت برسم الحرب قبل الحرب بأشهر لما بلشت أشتم ريحة الحرب، كنت أشتغل أرسم انطلاقاً من عناوين الصحف وصور الصحف..

أحمد الزين: المدينة تسكن أمين الباشا بكل أحوالها بماضيها بحاضرها برحابتها وبضيقها بشوارعها بمقاهيها وحاراتها بأهلها بآلامها وحروبها وشتاتها، فهو حين يرسم كأنه يستحضر ما لا تراه وما لا يراه كأنه يستعيد صورة هاربة واقعة على حافة النسيان أو يرسم ما كاد ينسى أو يضيع، هو عالم خاص به..

أمين الباشا: الواحد بده يكتشف حاله وهو عم يرسم، بيكتشف نفسه، يعني أنا قبل ما أرسم ما بعرف شو بدي أرسم، الخط هو سر، الخط والنقطة هي سر هول بيعملوا كل شيء، يعني النقطة هي دائرة هي الحياة هي الدنيا.

أحمد الزين: مبارح هيك تحدثت شوي أنه بتشم رائحة أحياناً بتذكرك بس ما بتعرف بشو..

أمين الباشا: بتذكرني ببيروت الطفولة..

أحمد الزين: وإذا بدك ترسمها شو بترسم بس تشم هاي الريحة؟

أمين الباشا: لأ ما بفكر أرسم بس..

أحمد الزين: إذا بدك تجسّد هذه الرائحة بلوحة شو بترسم؟

أمين الباشا: بترك حالي أرسم..

أحمد الزين: بيروت ليست مكاناً للولادة فقط، أو مطرحاً للعبث واللهو على أول العمر، أو بحراً للتسكع على شاطئه أو للتأمل في مهرجان الضوء على الأفق، وليست مدرسةً ومعهداً أو بيئة وأهلاً هي هذه الأشياء مجتمعة، تضاف إليها الشهوة، الشهوة نسبة لمن فيه مسّ من جنون خلاق أو رغبة في صوغ المدينة وصوغ نفسه على غير وجه وصورة، وبالنهاية بيروت هي فضاء نادر لمن يرغب في التحليق، وأمين الباشا واحد عتيق من أهلها كبر معها وفرح معها وأصابه حزنها وانكسارها، فمنذ مطلع ثلاثينات القرن العشرين تفتح أمين الباشا على مشهدها البحري، وربما أصابه الأزرق في موضع منه فانصرف للبحث عن لونه في حدائقها وشوارعها ومقاهيها آنذاك.

نحنا منعرف شوي أنه أنت ابن بيئة ما كانت تتعاطى كثير بالشؤون الإبداعية ما عدا خالك هو خليل مكية..

أمين الباشا: مكنية..

أحمد الزين: مكنية.. خليل مكنية، كان هو موسيقي على ما أظن ورسام بنفس الوقت، يبدو أنت أخذت شقفة منه وخيّك توفيق أخذ شقفة من خالك، أنت أخذت الرسام وتوفيق أخذ الموسيقا..

أمين الباشا: هلأ توفيق الله يرحمه قال لي أنه هو بأول عمره أحب يكون رسام، وأنا بأول عمري حبيت كون موسيقي، هلأ توفيق بلش بالموسيقى مع خاله بعدين توسع انطلق، وأنا بلشت مع خالي الموسيقى والرسم..

أحمد الزين: حاولت تتعلم آلة معينة عزف؟

أمين الباشا: لأ هو بلش يعلمني الكمان، وكنت في نفس الوقت مشدود بشغلتين زايد الموسيقى هو الكتابة بهذا الوقت وأنا صغير والرسم، وكانوا يلعبوا معي هالثلاث أشياء إلأى تغلبت الكتابة أمرار وأمرار الرسم، فيه عراك ما بين هيدا وهيدا وهيدا هلأ تركت حالي بعدين تركت حالي أنه لما ما بدي أرسم بكتب، بس أنا بعد حالي من السميعة للموسيقى الجيدة.

أحمد الزين: كيف كانت علاقتك بخيك توفيق؟

أمين الباشا: علاقة أخ وصديق.

أحمد الزين: كنت تسمع له موسيقته وتعطيه رأيك ويشوفلك لوحاتك..

أمين الباشا: كنا نحكي على طول بالفن، كان هو بآخر أيامه بالمستشفى كنا عم نحكي كذلك بالفن كان على طول احكي أنا وياه بالفن، وكنا نتراسل أنا بباريس وهو هون عن الفن..

أحمد الزين: مشاريعكن..

أمين الباشا: لأ مش مشاريعنا عن الفن بالذات، كنت أنا مثلاً ضد أنه هو يعاشر جو أو بيئة الإذاعة اللبنانية..

أحمد الزين: مع أنه هو من مؤسسي الإذاعة كان..

أمين الباشا: هو كان من مؤسسيها، بس أنا كنت ضد.. أقول له اكتب موسيقتك شو بدك بهيدا؟ بس كان مجبور لأنه طريقة حياة، بس بآخر سنين حياته ما عمل شي إلا كتابة الموسيقى وعمل أجمل سمفونية انعملت يمكن بهيدا الوقت عالمياً اللي هي طلعت بالأوركسترات العالمية في أوروبا.

أحمد الزين: كان لخليل مكنية دور في نشأة أمين الباشا وفي توجيهه، أو في نشأة الأخوين توفيق وأمين، وكان دور آخر لرسام هنغاري كان جاراً للعائلة يقيم في محلة عين المريسي حيث بدأ أمين يحبو نحو ألوانه وعباراته وأسئلته، كان لهذا الرسام قسط في تصويب مسار أمين الباشا حيث تعلم على يده بعض المدارك قبل التحاق به في بالألبا حيث تعلم أصول الرسم والتلوين.

أمين الباشا: كان فيه ببيروت هداك الوقت كان فيه رسام هنغاري كان ساكن بعليّة على عين المريسي عليّة خشب في آخر الدرج، وكنت حب شغله، بتذكر أولة لوحة زيتية عملتها كنا معه لوحة من هالقهاوي حد الحمام العسكري التي تطل على الحمام العسكري أول واحدة زيتية عملتها.

علاقة الباشا مع القهوة كمكان

أحمد الزين: وأيضاً بيروت هي المقهى عالم ساحر بالنسبة له، حضور وغياب سكون وحركة، كرسي شاغر ووجه عابر متعب.. وقت للتأمل حوار وصمت، المقهى هو المدينة أو وجهها المديني ثقافة اللقاء وثقافة المنادمة. علاقتك بالقهاوي مش على مستوى الرسم فقط يعني أنت من رواد المقاهي تاريخياً شو بتعني لك القهوة هذا المكان شو بيعني لك؟

أمين الباشا: هو أنا تعلقت بالقهوة من زمان بمقاهي البرج، قهوة الزجاج مثلاً اللي كانت على البرج لأني أعدها هي مدرستي يا الأولى يا المدرسة الثانية بالفن، لأني كنت أرسم فيها كل يوم، أرسم فيها العالم كل يوم..

أحمد الزين: يعني مدرستك في الرسم الأساسية هي الحياة، الحياة بشكل عام مش المدارس بمعناها الأكاديمي، الحياة هي الأكاديمية الكبرى لك كانت.

أمين الباشا: تماماً هي المدرسة الحياة، يعني أنا بنفس النهار أخلص من الأكاديمية اللبنانية اللي بيسموها ألبا اليوم لما كانت على البرج وأروح على القهوة قهوة الزجاج.

أحمد الزين: باريس في البداية كانت مكاناً للدراسة والتفاعل والتعرف على روافد الثقافة الإنسانية والتجارب الخلاقة، كانت معهداً ومتحفاً وكتاباً وحواراً، ثم أصبح لها مطرح آخر في النفس وفي حياة أمين الباشا مطرح أعمق من كونها مكان مؤقت، أصبحت باريس إقامةً ثانيةً بالنسبة له بيت ومحترف وعائلة، وربما ما خسرته بيروت في وقت ما أو ما خسره أمين الباشا في بيروت أو ضاع منه عثر على ما يعوضه هناك في تلك المدينة.

أمين الباشا: كنت من سنة 1958 هون وتزوجت هون، تزوجت بباريس وتزوجت إسبانية كانت في باريس، وعندي بعدين أجمل أوقات عمري بباريس.. شبابي ما زال فيه شباب، بعدين باريس بوقتنا هذاك بالستينات كانت عاصمة الفن بالعالم.

أحمد الزين: طبعاً أنت قلت لي من مواليد 1932 الآن يعني بالسبعينات وقت اللي بتطلع لورا على ماذا تعثر؟

أمين الباشا: أنا عم برسم بتجي هيك ببالي من دون تفكير فيه مزج بين الحاضر والماضي، يعني أظل أذكر الماضي لأنه الماضي كان حلو كمان أو كان العمر بلا هموم، أنا أذكر السباحة بضوء القمر بعين مريسة أنا وصغير العائلة كلها بذكر المشاوير مع الوالد على البحر.

أحمد الزين: طيب على مستوى النقد بتقديرك قدر النقد يواكب شغلك وأعمالك والمحطات اللي أنت عبرت فيها؟

أمين الباشا: إذا كان عم تقول النقد بلبنان..

أحمد الزين: بشكل عام شرقاً وغرباً بلبنان شو بلبنان يعني؟

أمين الباشا: بلبنان ما فيه نقد، النقاد بين هلالين عم قول لك ما فيه نقاد اللي بيعدوا حالهم نقاد ويكتبون وجود الفنانين هو اللي ساعدهم، هم ما بيقدروا يساعدوا لأنه منهن نقاد، فيه النقد هون يا إما مديح يا إما ذم يعني وهيدا ما نقد.

أحمد الزين: طيب معظم التشكيليين يذهبون إلى الكتابة أحياناً، ليش بيروحوا للكتابة لأنه الرسم يضيق في التعبير عما تتسع إليه اللغة والكتابة؟

أمين الباشا: ما بعرف، أنا بس بعرف أنه من أجمل الكتابات اللي قريتها هن كتابات الفنانين، بس أنا قلت لك أنه كان فيه عراك ما بين الرسم والموسيقى والكتابة من زمان تقريباً من آخر طفولتي.

لوحدي أسير معي لا أحد بمعيتي.. يرافقني ظلي لست أدري هل أنا أرافقه.. هو مرافقي ورفيقي.. لوحدي كنت أبقى مع ظلي.. أنا ظل لظلي.. هو أنا نمتزج ببعضنا ونتساءل من منا الآخر؟ ومن هو الآخر؟ أبقى معي لوحدي.. وإن كنت ممتزجاً بظلي.. أظل أتبع ظلي إلى أن أضيع ويضيع هو فيّ ويبقى يبحث عن ذاته.. أبحث أنا عنه أجده أمامي أو ورائي أو على يساري أو يميني.. لكني أبقى كما أنا كما كنت وكما سأكون لوحدي إلى أن يتسع الظل ويتسع ليأخذ كل الأمكنة.. وأبقى في الظلمة أبحث عني ولا أجدني وأسير معي لا أحد يرافقني.. وقد فارقني ظلي وبقيت لوحدي أسير بمعيتي باحثاً عني.

أحمد الزين: أنت من الناس اللي بيشككوا بأعمالهم؟ بتطلع بتقول هيدي لا تستحق مثلاً أن تنال مديحاً أو تباع بهذا الثمن؟

أمين الباشا: كل يوم. هيدي اللوحة اللي وراك..

أحمد الزين: أي منهن..

أمين الباشا: هيدي اشتغلتها سنتين..

أحمد الزين: مع إنه بتبين معمولة بنصف ساعة إذا واحد بيفكر فيها أنه عناصرها قليلة.

أمين الباشا: وأنهيتها من شهر، فيه عندي لوحات برجع لها بعد سنين بعد سنين طويلة..

أحمد الزين: في لوحات بتحس ما إلها معنى ما إلها قيمة؟

أمين الباشا: فيه لوحات بتولد ميتة ما بتدوم، فيه لوحات بتولد كل يوم وبتتجدد، يعني عم تتحاور مع الناظر إليها هيدي اللي بتعيش.

أحمد الزين: شو اللوحة مين الفنان اللي أنت بتتطلع فيه دائماً وبتحسه؟

أمين الباشا: آه فيه فنانين كثير، فيه عمر أنسي.. عمر أنسي لما بتطلع بشغله فيه غزل فني عنده، عمر أنسي بعض أعمال صليبا الدويهي البعض منهن.

أحمد الزين: يعني عم تحكي عن ناس راحلين، والحاضرين بيحكوا عنك هيك..

أمين الباشا: ما عندي صلة بالحاضر، صحيح فيه اليوم كثير فيه زعبره اجتماعية انتبه.. والفن هو بقلب الاجتماع الاجتماعية بقلب المجتمع، وإذا كان فيه كثير من السياسيين أو كل السياسيين والمفكرين بين هلالين ما عندهم نظرة صحيحة للفن.

الباشا: أتمنى أن أصل للتبسيط في لوحاتي

أحمد الزين: طيب هيدي البساطة الموجودة بلوحتك بشكل عام البساطة هي خلاصة مراحل مختلفة يعني حتى وصلت لهذا التبسيط؟

أمين الباشا: هلأ أنا أتمنى أتوصل للتبسيط بتمنى، يعني أمنيتي إنه لوحتي تكون بسيطة..

أحمد الزين: شو اللي بيمنعك عدم اكتمال الرؤية عندك؟

أمين الباشا: لا يمكن عندي.. يمكن عندي باللوحات كلام أقوله كتير..

أحمد الزين: بتحس هذا أحياناً ثرثرة؟

أمين الباشا: فيه من ثرثرة، مع شغل اللوحة بشيل الجمل..

أحمد الزين: بتشيل نوافل الأمور على جنب.. وممكن توصفه بعمل آخر؟

أمين الباشا: شلته إذا كان بده يرجع بيرجع وحده..

أحمد الزين: نعم، طيب بس تخلص من لوحة وتبيعها بتزعل؟ بتزعل عليها للوحة بتحس إنه فيه شي نقص منك؟

أمين الباشا: مش هيك بنبسط لما تروح لوحتي عند..

أحمد الزين: عند شخص يقدرها..

أمين الباشا: تماماً، في عشرة أو أكثر من عائلات عندهن لوحاتي بتمنى أشتريهن.. استرجعهن..

أحمد الزين: ترجع تردهن.. ليش ما عندك ثقة فيهن هودي الناس اللي..

أمين الباشا: لا اكتشفت إنه ما عندهم الثقافة الفنية، عندهم ثقافة سطحية إنه في لوحات إذا أنا غني لازم أشتري لوحات، وشخص مشهور لازم أشتري منه..

أحمد الزين: يعني الغني اللي اشترى منك لوحة المفروض يكون اشتراها بسعر غالي؟

أمين الباشا: عم نحكي عن الفن..

أحمد الزين: شو المشكلة ما الفن ما أنت بالآخر كيف بتعيش؟ ما بتعيش من ورا لوحتك؟

أمين الباشا: طبعاً.

أحمد الزين: شو أغنى لوحة شو أعلى سقف شو الرقم؟

أمين الباشا: بفضل ما احكي بهالموضوع..

أحمد الزين: طيب هيدي العناصر الأخرى غير الموجودة في إطار كادر اللوحة، الأشياء اللي بترسمها متل العلبة أو مجسم لشيء ما هيدي وين بتحطها بسياق عملك؟

أمين الباشا: تابعة لعملي..

أحمد الزين: بماذا توظف هذه؟

أمين الباشا: ما إلها وظيفة.. ما إلها وظيفة..

أحمد الزين: يعني أنت تستأنس فيها؟

أمين الباشا: تماماً.

أحمد الزين: وإذا حدا طلبها بده يحطها ببيته بتبيعه ياها؟

أمين الباشا: أنا بعت منهن كتير..

أحمد الزين: على مستوى آخر مستوى الحالات النفس اللي هي بتطلب أحياناً حب ورحمة وعشق، بعدك حتى الآن أنت ميال تكون شخص عاشق؟

أمين الباشا: أنت بلشت بحديثك معي إنه عندي طفولة، مرات بيكون عندي شيء أكتر من الطفولة، أنا بفتكر ما تغيرت..

أحمد الزين: بتحس حالك ما تغيرت؟

أمين الباشا: ما تغيرت، شعوري للأشياء وللناس وحبي للحياة..

أحمد الزين: وأنت على مستوى آخر إنه بتطلع بلوحاتك وبهالمسار وبهالمحطات بهالمدن بهالعواصم، ما بتحس بنوع من الأسية إنه أنت ذات يوم بدك تتركهن وتروح؟

أمين الباشا: هيدي سنة الحياة يعني سنة الحياة وإذا رفضتها بس بدها تصير..

أحمد الزين: أمين الباشا لكي تعرفه أكثر تجده عميقاً عميقاً في لوحته، تجد الطفل وتجد العفوية والبساطة، وتجد الإنسان غزير لا ينضب كلما حمل ريشته وألوانه لكأنه يبدأ من جديد.

أمين الباشا: أمنية إني أعيش كتير.. عيش كتير لسببين، السبب الأول إنه الحياة حلوة، الحياة واقع وواقع حلو ومر بس هدا جماله، والسبب التاني إنه عيش أكتر تا أرسم أكتر، لأنه كل يوم لما بنزل على مرسمي بدي أرسم كأنه لأول نهار برسم بحياتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق